"الجزيرة النادرة" أشهر مقاصد المتنزهين خلال العيد بأسوان.. تضم 720 نوعا مختلفا من النباتات.. موقعا المتميز وسط النيل دفع الاحتلال البريطانى لاستخدامها كثكنة عسكرية.. ومدير الحديقة: تكونت عن طريق ترسيب الطمى

فى موقع ساحر وسط النيل تعلوها الأشجار وتحيط بها مياه النهر من كل مكان، فى مدينة أسوان أقصى جنوب مصر، تقع جزيرة النباتات أو الجزيرة النادرة نظراً لأعداد النباتات الفريدة الموجودة على الجزيرة والتى جاءت من شتى بلدان العالم.

"اليوم السابع" يسلط الضوء على هذه الجزيرة التى تعد أحد أبرز المقاصد السياحية للمتنزهين فى عيد الفطر والمناسبات المختلفة طوال العام، خاصة أن موقع الجزيرة أو الحديقة مميز ويقع وسط النيل، لذلك تحتاج إلى ركوب لنش نيلى أو مركب شراعى للعبور والوصول إليها.

وأكد عدد من المواطنين لـ"اليوم السابع"، أن جزيرة النباتات أو الحديقة النباتية هى مكان مميز لا غنى عنه خلال فترة الأعياد والمناسبات، خاصة أن المكان يصلح للجميع أفراد وتجمعات، ويشعر الزائر لهذا المكان براحة نفسية عالية نظراً للطبيعة والهدوء الساحر الذى يملأ المكان والأشجار العالية والنادرة المنتشرة على أرض الجزيرة.

والجزيرة النادرة أو جزيرة النباتات تحتوى على أكثر من 720 نوعاً نباتيا نادرا على مستوى العالم، وكانت فى البداية ثكنة عسكرية خلال فترة الاحتلال البريطانى ثم تم تحويلها إلى حديقة تابعة لوزارة الزراعة يتوافد عليها آلاف الزوار سنوياً من شتى أنحاء مصر والعالم.

وفى ذات السياق أوضح الدكتور عمرو محمود، مدير عام الحديقة النباتية بأسوان، أن الحديقة كانت عبارة عن مكان لزراعة أهالى أسوان ويستخدمونه فى أعلاف المواشى، وأن الحديقة تكونت عن طريق ترسيب الطمى قبل بناء السد العالى على الصخور الموجودة بنهر النيل، فكونت المساحة التى عليها الحديقة حالياً وتقدر بنحو 17 فدانا.

وأشار الدكتور عمرو محمود إلى أن الحديقة ظلت على هذه الحالة حتى جاء اللورد الإنجليزى "كيتشنر" وكان يستخدم أسطوله العسكرى عبر نهر النيل واتخذ من الجزيرة معسكراً لإسقاط الثورة المهدية فى الجنوب، وفضل مكان الجزيرة نظراً لأنها أعلى نقطة فى النيل، وفكر اللورد كيتشنر فى زراعة أشجار ونباتات حتى يستظل بها هو وجنوده فى مكان الجزيرة، ثم أوصى جنوده وكانوا مختلطى الجنسية أن يأتوا له بشتلات نباتية من بلاده لزراعتها فى الحديقة، وبذلك تكونت المجموعة النباتية كنواة أولية فريدة للحديقة التى تضم أندر أنواع النباتات فى العالم.

وأضاف مدير الحديقة أن وزارة الرى، وكان مسماها "الأشغال العمومية" آنذاك، تولت الإشراف على الحديقة، وحولتها فى عام 1898 إلى حديقة عامة، مضيفاً أنه فى عام 1928 زار وفد رفيع على مستوى العالم موقع الحديقة، واكتشف أن الجزيرة تضم نباتات نادرة على مستوى مصر والعالم، وأوصى بضمها إلى معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية للحفاظ على الأصناف والأصول النباتية الموجودة فى الحديقة، مع إكثارها وتعريفها وإنشاء بنك للجينات الوراثية للنباتات.

وتابع الدكتور عمرو محمود أن الحديقة تقع على مساحة 17 فدانا، مقسمة على 27 حوضا، وكل حوض يضم مجموعة من النباتات التى تمت زراعتها بطريقة عشوائية ومجموعة من الأشجار، والتى يبلغ عددها 720 نوعا نباتيا داخل الحديقة، وهذا الرقم متميز جداً على مستوى الحدائق على مستوى مصر، وتحتوى الحديقة على مجموعة من النباتات والفاكهة الاستوائية والأشجار الخشبية والتوابل والنباتات الطبية والعطرية ومجموعة كبيرة من الأنواع النباتية الفريدة والمتميزة فى الحديقة، وتضم معمل لزراعة الأنسجة ومتحف نباتى ملحق به مكتبة لخدمة الدارسين والباحثين فى شتى الأطياف الزراعية.