محمود حماد أحمد: يا فتيات مصر.. تعلمن من أماني

الأحد، 06 فبراير 2022 05:14 م
محمود حماد أحمد: يا فتيات مصر.. تعلمن من أماني محمود حماد أحمد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رفضت الطالبة أماني من محافظة الشرقية الابتزاز الإلكتروني، لم تنتحر مثلما فعلت بسنت خالد فتاة الغربية، وهايدي فتاة الشرقية، الفتاتان اللتان انتحرتا عندما رأيتا صوريهما في أوضاع مخلة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما فكرت بتعقل، واتجهت إلى السلطات المختصة، وقدمت بلاغًا بأن هناك من يستخدم صورها في التشهير بها وابتزازها، فتم القبض عليه "واتضح أنها فتاة" تقوم بابتزاز الفتيات الأخريات، وتمت إحالتها للمحاكمة.
 
لم ترضخ أماني للابتزاز، ولم تنزو حزينة مكلومة كئيبة عندما وجدت صورها في أوضاع مخلة منتشرة على مواقع التواصل، وإنما واجهت المشكلة بشجاعة.
 
السر في رأيي ستجده ليس فقط في شخصية أماني، ولكن أيضًا في أسرتها، التي تصرفت وفكرت واتخذت موقفًا مخالفًا لموقف أسرتي بسنت خالد وهايدي. 
 
بسنت خالد وهايدي ضحيتان ضمن ضحايا كثيرات جدًا، للتربية البالية التي تقنع الفتاة بأنها ضعيفة بسبب كونها فتاة، ولأنها فتاة فأي شيء يمكن أن يجرحها ويتسبب في انهيارها، ولكونها فتاة يكون من السهل اتهامها، ومن الصعب أن تدافع عن نفسها، وحتى لو دافعت عن نفسها وبرأت نفسها، تظل وصمة العار عالقة بها، لماذا؟.. لأنها فتاة.
 
بينما أماني لم تصبح ضحية لأنها نتاج تربية أخرى، تزرع في الفتاة، قيم الاعتداد بالنفس، والقوة، والعقل، وعدم الاستسلام، وترفض أن تكون الفتاة مواطنة من الدرجة الثانية.
 
بسنت خالد وهايدي ليستا قضيتين تخصان عائلتيهما والشباب الذين شهروا بهما، لكنها قضايا الفتيات اللاتي يعشن وسط فئات تربي بناتهن باعتبارهن ضعفاء ومكسورات الجناح، كما تتم تربية الأولاد على أن الفتيات ضعيفات يسهل جرحهن والضغط عليهن وابتزازهن.
 
بينما أماني تنتمي إلى بيئة وعائلة مختلفة، تربي الفتيات باعتبارهن قويات قادرات على فرض حضورهن ووجودهن واحترامهن، هذا النوع من الأسر وهذه النوعية من الفتيات هي التي يحتاج إليها مجتمعنا، الذي كثرت فيه نماذج الضعف والهوان وقلة الحيلة بسبب التربية والأفكار البالية.
 
أيها الناس.. ربوا بناتكم أنهن أقوياء بالعقل والإرادة والمنطق، ربوا بناتكم أنهن أقوى من التشهير، لا تقنعوهن بأنهن "ولايا مكسورات الجناح"، لكن أقنعوهن أنهن قويات بما لهن من حقوق إنسانية، وبما حولهن من عائلة وأهل ووطن متحضر لا ينطلي عليه التشهير والابتزاز.
 
ويا فتيات مصر تعلمن من أماني قوة العقل والروح والشخصية، فلا بد لأي فتاة كي تستطيع الحياة أن تكون قوية.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة