وأضاف سفير سلوفينيا - فى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الثلاثاء، أن تغير المناخ يظل إحدى القضايا العالمية الأكثر إلحاحًا، خاصة الآن في السياق الجيوسياسي المتغير حيث أظهر التقرير الأخير للهيئة الحكومية المعنية بتغير المناخ أن التأثيرات المناخية تزداد بحدة بالفعل، مشيرا إلى أن سلوفينيا تولي اهتماما كبيرا بتأثير تغير المناخ والقضايا البيئية الأخرى التي تستلزم إيجاد حلول فعالة.

وأفاد بأن "قضية المياه هي إحدى أولويات سياستنا الخارجية، لأن سلوفينيا تعد أحد مؤسسى مجموعة الأصدقاء بشأن المياه والسلام، وقد تبنت الأمم المتحدة قرارا اقترحته سلوفينيا مع خمس دول أخرى في يوليو الماضي بشأن الحق في بيئة نظيفة وصحية ومستدامة".

وأوضح أن سلوفينيا سوف تترأس مؤتمر لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية لأوروبا في عام 2024 ومن ثم تولي اهتماما بمتابعة المبادرات التي سوف تقترحها مصر بعد مؤتمر "كوب 27" فيما يتعلق بقضية المياه والتكيف، مشيرا إلى أن الرئيس السلوفيني بوروت باهور سوف يترأس وفد بلاده في مؤتمر "كوب 27".

وعن التعاون الثنائي، قال بودلسينك إن مصر تعد أهم شريك لسلوفينيا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد شهدت العلاقات الثنائية تطورات إيجابية في السنوات الماضية من خلال الاتصالات والزيارات المنتظمة، ومن بينها زيارة الرئيس باهور لمصر عام 2016 والمباحثات المستمرة التي تجمع بين وزيري الخارجية فى البلدين، وكان آخرها خلال زيارة وزيرة الخارجية تانيا فايون للقاهرة أثناء حضورها الاجتماع الوزاري لجامعة الدول العربية الذى عقد فى سبتمبر الماضي بالقاهرة.

وأكد أن مصر تعتبر لاعبًا إقليميًا مهمًا ونهتم بمعرفة آرائها ومواقفها لا سيما فيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الأوسط والتطورات الإقليمية الأخرى، مثل الوضع في ليبيا وسوريا ولبنان والسودان والقرن الأفريقي، وبالطبع شرق البحر المتوسط.

وأشار إلى أن سلوفينيا تقدمت بترشيح لعضوية المعقد غير الدائم لمجلس الأمن الدولي عن الفترة من عام 2024 إلي عام 2025 وشعارنا هو "بناء الثقة، وتأمين المستقبل"، وقال: "نسعى أن نكون وسيطًا نزيهًا في التعامل مع القضايا الدولية والإقليمية وهو نفس الدور الذي لعبته مصر عدة مرات في الماضي".

وأكد أن بلاده تولي اهتماما بتعزيز التعاون مع الجوار الجنوبي، وتدعم بشكل كامل استمرار الحوار السياسي رفيع المستوى في إطار سياسة الجوار الأوروبية والشراكة المتجددة مع الجوار الجنوبي.

وعن الزيارات، أعرب عن تطلع بلاده إلي زيارة الوزير سامح شكري للمشاركة في الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي على رأس وفد من رجال الأعمال المصريين خلال الفترة المقبلة، موضحا أن الدورة الأولى لهذه اللجنة عقدت في عام 2019 ولكن تم تعليق الكثير من خطط العمل بسبب وباء كوفيد -19.

وأكد اهتمام سلوفينيا بتعزيز أسس الحوار المنتظم والمفتوح مع مصر حول القضايا والمجالات ذات الاهتمام المشترك مثل التنمية المستدامة، والتحول الأخضر، والأمن الغذائي وقضايا المياه، وموارد الطاقة، ومشروعات البنية التحتية والاستثمارات، مشددا على ضرورة أن تركز الدورة المقبلة للجنة المشتركة على بحث الفرص الجديدة في مجال الخدمات اللوجستية والإلكترونيات والهندسة الكهربائية والطاقات المتجددة والصحة والسياحة والزراعة والري وإدارة المياه وصناعة الأغذية والدفاع.

وأضاف أن بلاده تسعى إلي التعاون مع مصر في مجالات أخرى، مثل تكنولوجيا المعلومات فهناك العديد من الشركات السلوفينية الصغيرة والمتوسطة تقدم حلولًا مبتكرة في مجال التنقل الإلكتروني فضلا عن اهتمامنا بشكل خاص بالمشاركة في تطوير مشروعات البنية التحتية الكبرى في مصر، لافتا إلى العديد من الاتفاقيات الموقعة بين مصر وسلوفينيا في مجالات مختلفة من التعاون، لا سيما التعاون الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي والعلمي والترويج المتبادل وحماية الاستثمارات.

وحول التعاون بين الموانئ ، قال إنه هناك تعاونا مثمرا بين ميناء كوبر وميناءي الإسكندرية ودمياط، حيث يوفر الميناء السلوفيني لمصر نقطة دخول مناسبة لتصدير الفاكهة وغيرها من المنتجات إلى وسط وشرق أوروبا.. لافتا إلى تنظيم ندوة "يوم ميناء كوبر" كل عام لمناقشة سبل دعم قطاع الخدمات اللوجستية في مصر وأفريقيا.

وبشأن التجارة بين البلدين، قال بودلسينك إن التجارة الثنائية بلغت 290 مليون يورو عام 2021 وهذا يعد رقما قياسيا حيث تمثل الزيادة 100% مقارنة بعام 2020، حيث بلغت الصادرات المصرية لسلوفينيا 227 مليون يورو والواردات 63 مليون يورو مشيرا إلى أن الأشهر السبعة الأولى من 2022 زادت التجارة بين البلدين بنسبة 50 % بالمقارنة عن نفس الفترة من العام الماضي.