المشروع القومى لتحديث الزراعة والرى .. تبطين 7 آلاف كيلو ترع منتصف 2022 .. رصف الطرق على جانبى الترع .. مستشار وزير الرى: تبطين الترع يرشد استهلاك المياه ويوفر 600 مليون جنيه سنويا تكلفة التطهير.. فيديو وصور

- إجمالى أطوال الترع فى مصر 33.500 ألف كيلو متر و 20 ألف كيلو متر مصارف زراعية

- الترع منذ إنشائها فى عهد محمد على حتى عام مضى لم يكن يتم بها أعمال صيانة على وجه كبير

- تطهير الترع بالحفارات والكراكات انتشر منذ السبعينيات وأدى إلى حدوث مشاكل فى القطاع المائى

- نقيب الفلاحين: أسعار الأراضى فى نهايات الترع كانت رخيصة لأن المياه لم تكن تصل إليها

تواصل وزارة الموارد المائية والرى جهودها لتعظيم وتنمية مواردها المائية من خلال خطط قومية تطمح إلى الاستفادة من المتاح من هذه الموارد وترشيد استخدامها وتعظيم العائد منها ورفع كفاءتها، بالإضافة إلى استخدام التقنيات الحديثة فى إدارة مياه النيل وإعادة تأهيل الترع والاستغلال الأمثل للخزانات الجوفية والأمطار والسيول، فضلاً عن تطوير منظومة الرى وتحديثها فى النشاط الزراعى لزيادة الناتج القومى الزراعى، بما ينعكس على عمليات التنمية الشاملة والمستدامة فى الدولة. 

ويعتبر مشروع تبطين الترع من أهم المشروعات التى تنفذها الحكومة وفقاً لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسى بتبطين كافة الترع "المتعبة" فى محافظات الجمهورية، وهو الحلم الذى لم يكن يخطر فى ذهن أى مسئول بوزارة الرى أن يتحقق بهذا الشكل، فبعد تكليفات الرئيس تم حصر 7 آلاف كيلو متر ترع كمرحلة وتنفيذها على مدار عامين بتكلفة تتجاوز 18 مليار جنيه، كما أنه يوفر 5 مليارات متر مكعب من المياه.

أطوال المجارى المائية فى مصر

فى البداية يكشف المهندس سامى الشابورى رئيس الإدارة المركزية لصيانة المجارى المائية بوزارة الموارد المائية والرى، أن إجمالى أطوال الترع فى مصر يبلغ 33.500 ألف كيلو متر، و 20 ألف كيلو مصارف، موضحاً الفرق بين الترع والمصارف، " الترعة" هى التى يستخدمها المزارعين فى الرى خلال أدوار المياه، ثم يتم التخلص من المياه الزائدة فى المصارف التى تذهب فى النهاية إلى البحر الأبيض المتوسط".

يضيف الشابورى أن الترع منذ إنشائها فى عهد محمد على حتى عام مضى لم يكن يتم بها أعمال صيانة على وجه كبير، إنما كان يتم تنفيذ الأعمال "الملحة"، مثل جزء حدث له انهيار فيتم إنشاء تكاسى له أو حائط، إلى أن وجه وزير الرى بالتركيز مع ترعة أو ثلاثة على مستوى الجمهورية، وخلال عرض انجازات الوزارة على رئيس الجمهورية تم عرض ما تم من أعمال بسيطة فى التبطين وبعدها كلف الرئيس بأن يصبح تبطين الترع مشروع قومى وتأهيل جميع الترع التى تعانى من مشاكل، حيث تم حصر كافة الترع " المتعبة" و "المتعبة" هى الترع التى يوجد فيها مشاكل، وبلغ إجمالى الترع حوالى 7000 كيلو متر طولى على مستوى الجمهورية كمرحلة أولى.

أسباب حدوث مشاكل فى الترع

يوضح الشابورى أن الترع فى البداية كان يتم تطهيرها يدوياً، قائلا :التطهير اليدوى شغل إنسان يتم بعقل وحكمة إلى أن جاءت فترة السبعينيات وانتشرت الكراكات والحفارات، وتم البدء بتطهير الترع بتلك المعدات فالحفارات تنجز العمل بسرعة لكن فى النهاية تؤدى إلى حدوث مشاكل فى القطاع المائى، وحدث بالفعل اتساع فى القطاع المائى ببعض الأماكن وهو ما يطلق عليه فى الرى "استبحار" وهو ما يعنى اتساع وأصبحت الترعة كبيرة جدا على حساب جسورها وحدث تأكل فى الجسور، بالإضافة إلى الزيادة السكانية والتوسع فى العمران، حيث أصبحت الترع تمر داخل الكتل السكنية وبدأ حدوث مشكلة من نوع آخر وهى أن المواطنين يلقون المخلفات فى الترع، وأصبح هناك مشكلتين هما "استبحار" أجزاء من الترع واختراقات فى أجزاء داخل الكتل السكنية وبالتالى المياه أصبحت تصل إلى نهايات الترع بصعوبة.

يضيف الشابورى أن رئيس الوزراء وجه برصف الطرق الموجودة على جانبى الترع بعد تبطينها ليتم خلق شبكة نقل لمحاصيل المزارعين، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ 1372 كيلو متر ترع، من إجمالى 7 آلاف كيلو خلال المرحلة الأولى التى سيتم الانتهاء منها فى منتصف 2022.

وحول إمكانية تبطين المصارف الزراعية، يقول الشابورى، أن تبطين المصارف الزراعية غير موجود فى خطة الوزارة فى الوقت الحالى، لكن نحن مستمرين فى تبطين الترع حتى 20 ألف كيلو، ونعمل حاليا فى 20 محافظة من محافظات الجمهورية، باستثناء المحافظات الحدودية التى لا تمر فيها الترع.

كيف يتم تنفيذ تبطين الترع؟

ويجيب الشابورى على كيفية تنفيذ عملية تبطين الترع بأن جميع الترع يكون لها أدوار عمالة والمقصود بها وجود مياه وأدوار بطالة وهو الوقت الذى لا يكون فيه مياه داخل الترعة 5 أيام مياه و10 أيام توقف، فنحن نعمل فى فترة ال 10 أيام توقف وبعدها يتم إطلاق المياه 5 أيام للرى ثم يتم التوقف، واستكمال العمل فى ترعة أخرى و هكذا وذلك لضمان استمرارية العمل، موضحاً أن أعماق الترع تكون من 2-3 متر.

كيف سيتم تطهير الترع بعد تبطينها؟

ويقول الشابورى أنه من المخطط التوسع فى أعمال المقاومة البيولوجية بأسماك المبروك لأن أعمال التطهير بالكراكات لا يمكن تنفيذها بعد التبطين والاستعانة أيضا بكراكات لها شفرة مطاط لا تتسبب فى كسر التبطين، مشيرا إلى أن المشروع يحسن البيئة المحيطة بالترع.

فوائد التبطين

من جانبه يوضح المهندس محمود السعدى مستشار وزير الموارد المائية والرى، أن مشروع تبطين الترع يعد من أهم المشروعات التى تنفذها الدولة لما له من فوائد كثيرة، أهمها ضمان وصول المياه إلى نهايات الترع خلال دور العمالة وهذا يحقق العدالة فى توزيع المياه للمنتفعين.

ويضيف السعدى فى تصريحات خاصة ل اليوم السابع أن الفائدة الثانية لمشروع تبطين الترع هى الاستفادة من الموارد المائية المتاحة من خلال ترشيد استهلاك المياه والحد من الفواقد التى كانت تذهب فى النقل والتسرب نظراً لاتساع الترع لأن هذه الترع منذ أكثر من 200 عام لا يتم فيها سوى أعمال تطهير يدوى وخلال السنوات الماضية بالحفارات، مما أدى إلى استبحارها واتساع القطاع المائى مما أصبح يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، مشيراً إلى أن تبطين الترع يعيد الترع إلى القطاع التصميمى وهو ما يساعد على ترشيد الاستخدامات المائية.

ويستكمل السعدى: الفائدة الثالثة للمشروع أنه يقلل تكلفة الصيانة وإزالة الحشائش الدورية للترع التى كان يتم تطهيرها من ثلاثة مرات إلى أربعة فى العام، وبعد تبطينها التكلفة التى كانت تصرف فى التطهير والمقدرة ب 600 مليون جنيه فى العام سوف يتم توفيرها.

ويقول السعدى أن مشروع تبطين الترع يؤكد حرص القيادة السياسية على اهتمامها ودعمها لكافة المشروعات التى نتائج إيجابية ولصالح زيادة الإنتاجية الزراعية، وأيضاً للحفاظ على كل نقطة مياه .

ويشير السعدى إلى أنه سيتم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع فى 20 يونيو 2022، موضحا أن هذا المشروع من المشروعات التى تحتاج إلى عمالة كثيفة وبالتالى فهو يحقق أهداف الدولة فى القضاء على البطالة لأننا حاليا نعمل فى 600 موقع موزعين على محافظات الجمهورية، وكل موقع من هذه المواقع يعمل فيها عدد كبير ويكفى أن نقول أن الكيلو الطولى يحتاج 780 عامل ما بين عامل بناء ومساعدين لهم وعمال صب الخرسانة العادية والخلاطات، وهو ما يساعد فى القضاء على البطالة وتوفير فرص عمل للشباب.

ويوجه السعدى رسالة للمواطنين قائلا: الدولة وفرت مليارات والمواطن المصرى شريك فى هذه الأعمال، ومفتاح النجاح أن يكون هناك زيادة وعى لدى المواطن والمزارع بالحفاظ على المياه وترشيد استخدامها وعدم القاء مخلفات فى الترع، وعدم إتلاف الأعمال التى تم تنفيذها، هذا هو دور المواطن حتى نصل بهذا العمل إلى أعلى مستوى ونستفيد منه أفضل استفادة.

من جانبه قال المهندس شحته إبراهيم رئيس مصلحة الرى، أن أهم ما تؤكد عليه الوزارة باستمرار هو الالتزام بالبرنامج الزمنى الموضوع لتنفيذ المشروع القومى لتبطين الترع، والانتهاء من المرحلة الأولى فى الموعد المقرر منتصف العام القادم.

وأضاف إبراهيم فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن وزارة الرى تعمل فى المشروع القومى لتأهيل الترع، بالإضافة إلى تأهيل المساقى حتى تكتمل المنظومة، حيث يتم تبطين الترع الرئيسية المملوكة للدولة حتى نتمكن من توصيل المياه فى الوقت المناسب وبالكمية المناسبة للمزارع، مشيراً إلى أن المساقى الموجودة فى أراضى المزارعين يتم تأهيلها بحيث نقضى على مشاكل عدم وصول المياه للمزارعين .

أضاف إبراهيم أنه كى تكتمل المنظومة لابد أن يطور المزارع من طريقة الرى من الغمر إلى الرى الحديث، وهكذا نكون قد استكملنا منظومة الرى بداية من الترعة للمسقى للرى الحقلى داخل أرض المواطن من رى بالغمر إلى الرى الحديث حتى نستفيد من كل قطرة مياه فى مصر ونقلل من الفواقد ونرفع كفاءة إدارة منظومة المياه.

من جانبه قال حسين عبد الرحمن نقيب الفلاحين أن تبطين الترع يعطى مظهر جمالى وحضارى، فنحن نرشد المياه ونقوم بتطوير مصر، كلها أشياء مرتبطة ببعضها فلا يوجد قرية يتم عمل طرق جيدة فيها وتظهر الترع بالحشائش، مشيرا الى ان مشروع تطوير الريف المصرى متكامل، يوجد فيه تبطين الترع ورصف الطرق والصرف الصحى الذى يتم العمل فيه حيث كان يسبب مشكلة كبيرة .

أضاف نقيب الفلاحين: نحن تحت خط الفقر المائى ولا يوجد لدينا استعداد للتفريط فى نقطة مياه واحدة، فالمياه الموجودة فى المصارف الزراعية يتم تدويرها واستخدامها فى الزراعة مرة أخرى .

وأكد نقيب الفلاحين أن أسعار الأراضى فى نهايات الترع كانت رخيصة لأن المياه لم تكن تصل إليها ويتم زراعة محاصيل أقل استهلاكاً للمياه، لكن حاليا أسعار الأراضى فى بدايات الترع مثل النهايات، وبالتالى فقد تم حل أزمة كبيرة جدا فى هذا الأمر، كما أن توصيل المياه إلى المزارعين فى نهايات الترع وفر عليهم تكاليف وبالتالى زيادة العائد الاقتصادى للزراعة لدى الفلاحين.