فى الذكرى الـ14 لوفاته.. "متَّى" المسكين ومغامرة العقل القبطي.. أعاد إحياء دير أبو مقار وجعله مدرسة لاهوتية وبحثية.. رفض تدخل الكنيسة فى السياسة فاختلف مع البابا شنودة.. رحل وما أثاره من جدل لم يتوقف

الإثنين، 08 يونيو 2020 11:00 م
فى الذكرى الـ14 لوفاته.. "متَّى" المسكين ومغامرة العقل القبطي.. أعاد إحياء دير أبو مقار وجعله مدرسة لاهوتية وبحثية.. رفض تدخل الكنيسة فى السياسة فاختلف مع البابا شنودة.. رحل وما أثاره من جدل لم يتوقف العقائد الكنسية اتهمت القمص متى المسكين ومدرسته بإفساد العقيدة
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم الإثنين الذكرى الرابعة عشر لوفاة القمص متى المسكين الراهب الذي أعاد للكنيسة القبطية مدرسة الدراسات الآبائية وأحياها من جديد، إذ يعتبر الأب متى المسكين، أحد أكثر الشخصيات القبطية إثارة للجدل فى تاريخ الكنيسة المصرية، فهو من ناحية يعتبر أحد أهم الرهبان الذين أعادوا إحياء دير الأنبا مقار، مع جماعته الرهبانية (12 راهبًا) بعد أن كانت الحياة الرهبانية فيه توشك أن تنطفئ وعهد إليه البابا كيرلس مهمة تعمير الدير وإحياء الحياة الرهبانية فى الدير من جديد.

القمص متى المسكين ودير أبو مقار

يعتبر دير القديس الأنبا مقار ببرية شيهيت بوادى النطرون أحد أشهر وأقدم الأديرة القبطية فلم يعرف على وجه التحديد تاريخ تأسيسه ولكن الحياة الرهبانية بدأت فيه فى الثلث الأخير من القرن الرابع الميلادى.

وتبلغ مساحته 2700 فدان بينها أربعة فدادين فقط مبان بينما باقى المساحة أراض مزروعة وحدائق. في العصر الحديث، ارتبط اسم الدير بالقمص متى المسكين أحد أشهر منظرى الكنيسة القبطية من التيار الإصلاحى، حيث دخل الدير وأحيا الحياة الرهبانية فيه منذ نهاية الستينات وحتى وفاته عام 2006.

 

منذ وفاة الأنبا متى المسكين عام 2006 وحتى العام 2013 ظل الدير بلا أب روحى ولكنه كان خاضعًا لإشراف الأنبا ميخائيل مطران أسيوط باعتباره رئيس الدير منذ سنوات.

 

خلافات القمص متى والبابا شنودة

 

أثناء سنوات الخلاف بين البابا شنودة والرئيس أنور السادات، التقى السادات بالقمص متى المسكين مما فجر الخلاف بين البابا والقمص، بالإضافة إلى الخلاف اللاهوتى فى وجهات النظر والقناعات والعقائد الكنسية وصلت إلى حد اتهام القمص متى المسكين ومدرسته بإفساد العقيدة فقد كان القمص متى يؤمن بضرورة إبعاد الكنيسة عن السياسة وهو ما عبر عنه في كتابه الكنيسة والدولة الصادر عام 1963

 

فى سنوات خدمة البابا شنودة، كان الدير بعيدا عن الكنيسة الرسمية ويخضع للقمص متى المسكين وتوجهاته وأفكاره الإصلاحية، حتى إنهم لم يرتدوا "القلنسوة الرهبانية" (غطاء رأس) التى كان يرتديها الرهبان فى كافة الأديرة.

 

 بعد وفاة القمص متى المسكين حدثت خلافات داخل الدير بين المجموعة القديمة التى تتمسك بصرامة الرهبنة ومجموعة حديثة موالية للبابا شنودة أدى هذا الانقسام إلى تخلى الأنبا ميخائيل عن رئاسة الدير وأصبح الدير تابعا للبابا شنودة مباشرة، وظلت هذه الخلافات مستمرة حتى استيقظ الرأي العام على مقتل الانبا ابيفانيوس أسقف ورئيس الدير بين أسوار ديره.

 

ماذا قال الأنبا ابيفانيوس الأسقف المغدور عن أستاذه متى المسكين؟

 

أمام مؤتمر في دير كاثوليكي بإيطاليا تحدث الانبا ابيفانيوس في مثل هذا اليوم عام 2016 عن أستاذه القمص متى وقال إنه من الصعب على غير الدارسين لتاريخ الكنيسة القبطية فى العصر الحديث أن يُدركوا مدى الأثر الذى تركه الأب متى المسكين في نظرة الأقباط للكنائس الأخرى، أو مدى تأثير الأب متى المسكين على الحياة الرهبانية، وحقل الدراسات الآبائية والإنجيلية في مصر.

 

 

وأضاف الأسقف الراحل : "فى النصف الأول من القرن العشرين، بَدَأَت فى مصر حركة مدارس الأحد التى كان يقودها الأرشيدياكون حبيب جرجس، الذى اعترفت الكنيسة القبطية بقداسته منذ ثلاثة أعوام، وكان كل ميراث هذه الحركة يتمثَّل فى كتابات جدلية وكتابية واردة من الكنائس الأخرى، ولم يكن هناك أية دراسات آبائية معروفة أو تفاسير للكتاب المقدس في يد القارئ القبطي باللغة العربية، سوى بعض الكتب المترجمة عن كُتَّاب من الكنائس البروتستانتية".

 

واعتبر الأنبا أبيفانيوس أن كتابات الأب متى المسكين أحدثت تغييراً ملحوظاً في مجال التعليم في الكنيسة القبطية مرجعا السبب الحقيقي وراء هذا التغيير، إلى أنَّ الأب متى المسكين لم يتتلمذ على اللاهوت القبطي المعاصر أو المستحدث الذى كان منتشراً في ذلك الوقت؛ إذ أنه بتدبيرٍ إلهي، حسب تعبيره، حصل على مجموعة كاملة لأقوال الآباء مُترجمة إلى اللغة الإنجليزيـة، فقرأها بنهَمٍ. فانطبع فكر الآباء على تفكيره، واصطبغت حياته بسِيَر قدِّيسي الكنيسة. فخرجت كتاباته لها طعم كتابات آباء الكنيسة.

 

أما اليوم وبعد رحيل الأستاذ والتلميذ فمازالت كتابات القمص متى المسكين تزعج أنصار التيار المتشدد كنسيًا وتلقى أحجارا في مياه اللاهوت الراكدة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة