"لمحات عن أديان العالم".. دليل لمعرفة الآخر

الخميس، 25 سبتمبر 2008 11:07 م
"لمحات عن أديان العالم".. دليل لمعرفة الآخر ارتفاع مؤشر مبيعات كتب تاريخ الأديان
قرأت الكتاب دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مؤلف كتاب "لمحات عن أديان العالم" لديه رؤية خاصة عن العلاقة بين تطور الدين ونشوء الحضارات وتطورها، حيث يرى أن الدين يتطور تدريجياً، فهو جزء مكمل للحضارة، ويعبر عن التطور التاريخى للحياة.

ترجم الكتاب للعربية صادق عبد على الركابى، الذى تعمد عدم ذكر اسم مؤلف الكتاب، كما جاءت مقدمته وإهداؤه وتمهيده، سابقة لمقدمة الكاتب. يرى الكاتب أن الأديان يمكن تقسيمها إلى أربعة أصناف، يتمثل الأول فى عبادة العناصر الطبيعية، فيما يختص الثانى بعبادة الأرواح سواء الحية أو الميتة، فيما يجسد الثالث أشياء يفترض فيها أن تكون مسكونة بالأرواح، ويأتى الصنف الرابع من الأديان عبارة عن خليط من كل هذا.

وأشار الكاتب فى مقدمته إلى أن لكل دين تعاليم وطقوسا خاصة، "ومن الصعب إيجاد سمات مشتركة بين الأديان، إلا أن هناك ما يجمع بينها، مثل الإحساس بالمطلق والانحناء أمام ما لا تدركه الحواس، والشوق إلى ما لا تراه الأبصار، وحب لله والتوحد معه". أما المترجم فاختار مشهدا مختلفا لمقدمة الكتاب، وهو وقت شروق الشمس، حيث يستيقظ المسلم ليؤدى صلاة الفجر، والمسيحى يضع له القس كسرة الخبز فى فمه، ورهبان البوذية يتأملون قدرة الخالق فى نفس اللحظة، "وهذه اللحظات هى التى تمثل خيوطاً لنسيج يسمى الدين".

الكتاب جاء فى 17 فصلا، يتناول كل منها ديانة مستقلة، فالفصول من الأول للثانى عشر للكاتب نفسه، أما الفصول الخمسة الباقية فأضافها المترجم للكتاب، كما أضاف أيضاً لمحات عن كل ديانة مثل: "الرموز، الأعياد، الطقوس، المفردات، عدد معتنقى الديانة، الطوائف، أهم الشخصيات، والكتب المقدسة". تم تخصيص الفصول: الأول والثانى والثالث، للديانات السماوية من الأحدث للأقدم "الإسلامية، المسيحية، واليهودية"، حيث رصد الكاتب أهم مميزات العصور التى سبقت ظهور الأنبياء الثلاثة "محمد، عيسى، وموسى" وتحدث باستفاضة عن العادات والتقاليد، وأهم العبادات والطقوس المتبعة التى ميزت تلك العصور.

كما تناول الكتاب الحياة السياسية بها، ثم بدأ يتحدث عن ظهور كل نبى وكيف غير من عادات وتقاليد المجتمع الذى ظهر به. الفصل الرابع تناول الصوفية باعتبارها ديانة يميزها إنكار ملذات الحياة وحب الله، دون السعى وراء مصلحة شخصية حتى ولو كانت دخول الجنة أو الهروب من النار، فالصوفى يحب الله لذاته.

الهندوسية هى الديانة الخامسة التى تحدث عنها الكاتب، واصفا إياها بأنها ديانة لم يؤسسها نبى ولا تتكون من تعاليم صريحة، وتسمح بأقصى درجة من الحرية فى قضايا الإيمان والعبادة، وبذلك يمكن لهذه الديانة استيعاب كل أشكال المعتقدات الدينية والعبادات وأنواع الطقوس والشعائر. الفصل السادس تناول البوذية التى أسسها رجل يدعى "جوتامى سات هارت بوذا" الذى يقول إنها تعاليم لا تعترف بوجود إله، ويجب من خلالها الوصول إلى التنوير عن طريق الحرية المطلقة واليقظة الروحية.

أما الديانة "اليانيه" ومؤسسها "فارداما" الذى عرف فيما بعد باسم "مهافير" أو الفاتح الأعظم، فتناولها فى الفصل السابع، ويدين بهذه الديانة قسم كبير من شمال شرق الهند، ويعتقد الناس فى أن "مهافير" نبى، لأنه أجاب قبل وفاته على 36 سؤالا لم يجب عليها أحد من قبل، كما ألقى 55 موعظة، وعاش حياة الزهد لمدة 12 عاما ثم توفى، وهو ما جعل الناس تتبعه فى ديانته التى دعا إليها. الفصل الثامن من كتاب "لمحات عن أديان العالم" تحدث عن الديانة "السيخية" التى أسسها المرشد الروحى "ناناك" الداعى بوحدانية الله، وأسس نظاما أخلاقيا مستقلا وقيما مختلفة عن تلك السائدة بمجتمعه.

الديانة "الزرادشتية" التى أسسها "زوراستر" بإعلانه للعالم وجود إله واحد وهو "إله النور"، الذى يسعى لتطهير الفكر والقول والعمل وتهذيب الأخلاق، هى مضمون الفصل التاسع من الكتاب، ومن صفات هذا الإله كما يراها معتنقو الديانة سبع معلومات، هي: "النور، العقل الصالح، الحق، السلطان، التقوى، الخير، والخلود". وفى الفصل التاسع تناول الكاتب الديانة "الكنفشيوسيه" ومؤسسها "كونفشيوس" الفيلسوف الذى قدم مجموعة من التعاليم فى خمسة كتب، والحكمة فى هذه الديانة كما يرى معتنقوها: تتمثل فى التضحية بالذات فى سبيل أداء الواجب.

أما الديانة "الطاوية" فتناولها الكاتب فى الفصل الحادى عشر، ومؤسس هذه الديانة هو "تاو" الذى لم يأت بجديد، فقد نادى بمبادئ كانت مستقرة ومعروفة فى المجتمع، الإله فى هذه الديانة هو الذى يدعم السماوات ويغطى الأرض وليس له حدود أو قيود. الديانة "الشنتوية" هى آخر ما استعرضه الكاتب فى الفصل الحادى عشر، وعرض لمجموعة من العادات والمعتقدات التى أسسها الرب "الروح كامى" ونزلت من السماء.

إلى هذا الحد ينتهى متن الكتاب الذى ترجمه الركابى عن المؤلف "المحجوب"، إلا أن المترجم رأى أن هناك أديانا أخرى تستحق الإشارة إليها، وهذا ما خصص له الفصول من الثالث عشر إلى السابع عشر، وتناول فيها "البهائية" و"الدرزية"، و"الأحمدية القديانية"، و"الصابئة"، ثم "اليزيدية". ووصف الكتاب "البهائية" بأنها ثانى أحدث دين فى العالم، كما عرض نبذة عن حياة مؤسسها "البهاء الأكبر"، ثم تناول الديانة "الدرزية" التى يعتقد أصحابها أنهم حملة الروح الحقيقية للإسلام، بعدها تناول "الأحمدية القديانية" المؤمنة بالقرآن وأركان الإسلام كلها.

وتناول الركابى أيضا فى كتابه "لمحات عن أديان العالم" الديانة "الصابئة"، وهى ديانة يرى أتباعها أنها تعود لآدم، واختتم قائمة الديانات فى كتابه بـ "اليزيدية" التى سردها على أنها مزيجا من مختلف الديانات والعقائد. قراءة الكتاب تكشف إنكار المترجم للمؤلف، وإضافة فصول على متن الكتاب الأصلى، بما يخالف مبادئ الملكية الفكرية والالتزام الأدبى تجاه القارئ، ولعل ناشر الكتاب يلتفت إلى هذا "العيب" فيصححه فى الطبعات المقبلة.

الكتاب: لمحات عن أديان العالم
الكاتب: غير مذكور
الناشر: مدبولي
السعر: 40 جنيها
عدد الصفحات: 444








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة