أكرم القصاص - علا الشافعي

مفتى الجمهورية يدعو المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية

الخميس، 18 أبريل 2019 01:26 م
مفتى الجمهورية يدعو المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
(أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

دعا الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، المواطنين للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية المقترحة، مؤكدا أهمية ممارسة حقهم السياسى والدستورى والإدلاء بأصواتهم وفقًا لما يرونه فى صالح الوطن.

وقال مفتى الجمهورية- فى حوا لوكالة أنباء الشرق الأوسط، "أنصح جموع المواطنين بضرورة ممارسة حقهم السياسى والدستورى والنزول والمشاركة فى الاستحقاق القادم والإدلاء بأصواتهم وفقًا لما يرونه فى صالح الوطن، والمواطن المصرى لديه القدرة على تقديم صورة جديدة مشرفة أمام جميع دول العالم".

وشدد المفتى على أن الجماعات الإرهابية شأنها شأن الخوارج فقد نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، ولم تعرف الأمة الإسلامية على كثرة ما خرج فيها من فرق وتيارات منحرفة جماعةً أضل من جماعة الإخوان الإرهابية، فالدين مطيتهم، والكذب وسيلتهم، والنفاق صناعتهم، والقتل هوايتهم، والإرهاب طريقتهم، والشباب ضحيتهم، وتمزيق الأوطان هدفهم، والسياسة غايتهم، فكيف المصالحة؟!.

وأكد مفتى الجمهورية أن الجماعات الإرهابية شأنها شأن الخوارج، فقد نشروا الدمار والخراب باسم إقامة الدين، ولم يقدموا عبر تاريخهم أى منجز حضارى يخدم وطنهم أو دينهم.

وأوضح أن دعم أبطال القوات المسلحة والشرطة، فى حربهم ضد الإرهاب وجماعات التطرف والضلال، واجب شرعي.

وشدد على أن "جماعات التطرف والإرهاب تسعى بكل ما أوتيت من قوة إلى زعزعة أمن واستقرار وطننا؛ لذا يجب مساندة جهود القوات المسلحة والشرطة فى حربها ضد الإرهاب وجماعات الغدر والضلال حتى تنعم مصرنا الغالية بالأمن والاستقرار والرخاء".

وأوضح أن رجال الجيش والشرطة يتعرضون يوميًّا لمخاطر كبيرة، فهم فى الصفوف الأولى فى حربنا ضد الإرهاب، وهم من يسهرون على حماية الوطن والشعب وصيانة مقدراته.

وأكد مفتى الجمهورية أن الإسلام لم يعرف صدام الحضارات، إنما أسس للتعايش بين الحضارات، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- أسس لذلك وحض أصحابه عليه، ومن ثم فلا وجود لتصادم بين الإسلام وبين أى نوع من الحضارات، والمسلمون انتشروا فى كل بقاع الأرض ولم يُكرهوا أحدًا علىالدخول فى الإسلام.

وقال مفتى الجمهورية الدكتور شوقى علام، إن الإهمال فى أداء الواجب لا يقل فى خطورته وآثاره عن الإرهاب والتخريب، فالفرد الذى يهمل فى أداء عمله تهاونًا أو تكاسلًا، يُلْحِقُ بمجتمعه الكثير من الخسائر المادية والبشرية، يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، ويقول النبى صلى اللهعليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ.. وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ»، ومن ثم فإذا قصر أحدنا فى واجبه وأهمل عمله كان عاصيًا لله ولرسوله، ومفسدًا فى الأرض، وخائنًا للأمانة التى ائتُمِنَ عليها.

وأضاف مفتى الجمهورية- فى حواره- أن مواجهة التطرف والإرهاب مسئولية مجتمعية تقع على عاتق كافة عناصر المجتمع، حيث تتكامل فيما بينها لتكون حصنًا منيعًا أمام جماعات التطرف والإرهاب، التى تسعى لنشر سمومها وفسادها فى الأرض، ودار الإفتاء حاضرة منذ البداية وقد أخذت على عاتقها أداءهذه المسئولية المهمة، من أجل إرساء المفاهيم التى تزيد من التماسك المجتمعي، وتعزز المسئولية بين كافة أبناء الوطن، واعتمدت فى ذلك على عدة آليات وطرق للوصول إلى أكبر قطاع من الناس، كان من أهمها التواصل مع المراكز البحثية التى تعنى برصدومواجهة الفكر المتطرف.

وتابع: عملت الدار على تفكيك الأفكار المتطرفة عبر الفضاء الإلكترونى وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعى التى يتابعها ما يزيد على 7 ملايين ونصف متابع، وكذلك عبر إصدار الكتب ونشر المقالات وإصدار فيديوهات الرسوم المتحركة وغيرها من المجهودات، فضلًا عن التواصل المباشر مع الشباب، من خلال المجالس الإفتائية التى تعقدها الدار بشكل دورى فى مراكز الشباب على مستوى محافظات الجمهورية، بالتعاون مع وزارة الشباب.

ولفت إلى أن النجاة بالأبناء من خطر التطرف تبدأ من الأسرة التى ينشأ فيها الأطفال والشباب، وتعد المدرسة الأولى التى يتعلم فيها النشء تحمل المسئولية تجاه الوطن والمجتمع، وهى كذلك مسؤولية المدرسة والجامعة والمؤسسات التثقيفية والدينية، التى تغرس فى النفوس الانتماء للوطن والدفاع عنه كل فى موقعه.

وبين المفتى أن التطرف والإرهاب هو وليد المغالاة فى فهم النصوص الشرعية للدين، وتعاون كافة مؤسسات الدولة وأفرادها فى نبذ الفكر المتطرف، ومحاربة الإرهاب هو واجب وطنى وديني، ونحن باعتبارنا مؤسسات دينية نعمل على مجابهة هذا الفكر، ولا يوجد انقسام أو تضارب فى عمل كل منا، فبعضنا يكمل عمل البعض الآخر، وتعزيز المسئولية المجتمعية يعد معيارًا مهمًّا يتطلب معه تضافر كافة الجهود الأمنية والدينية والمجتمعية وغيرها.

وحول تجديد الخطاب الدينى ومعناه ومحاولة البعض الطعن فى الدين، قال مفتى الجمهورية إن قضية التجديد ترتبط ارتباطًا وثيق الصلة بتفكيك الفكر المتطرف وكشف ضلاله وفساده لتحصين شبابنا ومجتمعاتنا من شر هؤلاء جميعًا، وفى سبيل ذلك علينا أن ننظر إلى التراث الإسلامى غير الكتاب والسنة باعتباره عملًا تراكميًّا محترمًا ولكنه ليس مقدسًا، بمعنى أننا نستفيد من مناهج السلف الصالح فيه، لأنها مبنية على اللغة والعقل وقواعد تفسير النصوص.

وأضاف "فى نفس الوقت لا نلتزم بتفريعات مناهج السلف الصالح التى عالجت واقعا معينا لم يعد موجودا الآن فقد ارتبطت بسياق واقعهم وقتها، فالمشكلة الكبرى عند ذوى الفكر المتشدد والمنحرف أنهم يحاولون توسيع دائرة الثوابت بغير حق حتى يضيق على الناس دينهم ودنياهم فيسهل عليهم استقطابهم لاتباع البدع وتفسيقهم وصولًا لتكفيرهم، بل ينحرف فكرهم إلى استباحة دماء من يشاءون من بنى البشر.

وقال: إن المنهج الأزهرى الوسطى الذى تتبناه دار الإفتاء المصرية، يقف على الطريق الوسط بين هؤلاء وأولئك، كما أن واجب الوقت يقتضى منا الآن أن نحدد المفاهيم الدائرة، فيما هو قطعى وما هو ظني، ليظل المجتمع المصرى المتدين بطبعه على وسطيته المعهودة منه عبر التاريخ.

وعن دور بيت الزكاة فى تنمية المجتمع، قال مفتى الجمهورية، منذ بداية نشأة بيت الزكاة وهو يحرص على صرف أموال الزكاة فى مصارفها المقررة شرعًا، وتنمية وصرف أموال الصدقات والتبرعات والهبات والوصايا والإعانات الخيرية فى أعمال البر، والتوعية بفريضة الزكاة ودورها فى تنمية المجتمع، وبث روح التكافل والتراحم بين أفراد المجتمع، كما تتنوع أنشطته ما بين اجتماعية وصحية وتنموية وإغاثية، ونجح من خلالها البيت فى تحقيق الاستغلال الأمثل لأموال الزكاة والصدقات.

وأضاف ينبغى على كل فرد صالح فى المجتمع أن يقف بين الحين والآخر وقفة مع الذات ليطور فيها من نفسه، ويعدل من سلوكياته، ويحسن علاقته بالله، كما يجب علينا جميعًا تجنب ثقافة الفوضى والهدم، ويجب إشاعة ثقافة البناء والتفكر والتدبر والاهتداء والاقتداء بالرسول- صلى الله عليه وسلم- وقد رصدنا من خلال مراكز الدار البحثية بعض الظواهر السلبية فى المجتمع، وخرجت بعض الفتاوى التى حاولنا من خلالها القضاء على تلك السلبيات ومنها فتاوى مواجهة السلوكيات الخاطئة فى المجتمع، إضافة إلى الفتاوى التى تنهى عن العنف وسفك الدماء.

وتابع كما تصدينا لفتاوى التكفير والتفسيق وغيرها، التى من شأنها أن تُحدث بَلبلة بين المسلمين وتكون عواقبها وخيمة، وأيضًا تحاول الدار من خلال إداراتها التواصل مع الأمة فى تقديم الرأى والمشورة لحسم بعض المسائل الخلافية والجدلية التى تظهرعلى الساحة الإسلامية، وتنشر هذه الآراء من خلال كتيبات توزع مجانًا على المسلمين لتوعيتهم بأحكام دينهم وعباداتهم فى كافةالمواسم والمناسبات.

وحول ما يعترض استقرار الأسرة المصرية، أوضح المفتى أن العنف الأسرى يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة فى طبيعتها، حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، ونحن فى حاجة ماسة وشديدة إلى إدارة حضارية للخلاف الأسري؛ لأن هذا الخلاف الأسرى هو ظاهرة موجودة، وواقع لا يمكن أن تنفك عنه أسرة، سواء حصل الخلاف بنسبة كبيرة أو بنسبة صغيرة، لكن الأسرة الذكية والرشيدة والعاقلة هى التى تستطيع أن تحتوى هذه الخلافات وتميتها فيمهدها.

وقال إن القرآن الكريم يرشدنا فى مراحل وعظية ومراحل تأديبية ويبين لنا طريق الصواب فى التعامل مع الخلافات الأسرية، فيحدد لنا أول هذه المراحل وهى الوعظ، وتحتاج إلى لين جانب وليس استعلاء من كلا الزوجين، ثم مرحلة الهجر، وتهدف لاتِّخاذ موقف صارم وليس ترْك البيت لأنه تصرف خاطئ، فترْك أى طرف للبيت ما هو إلا تصعيد للمشكلات.

وبشأن المبالغة فى تجهيزات بيت الزوجية، أضاف المفتى يجب التيسير على الشباب المقبلين على الزواج وعدم المغالاة فى الصداق وتجهيز بيت الزوجية حتى لا يرهق أطراف الزواج بعضهما البعض، وتستقر حياتهما بعيدًا عن القلق والتوتر، داعيا الشباب المقبلين على الزواج وذويهم إلى عدم المغالاة أو المبالغة فى تجهيزات بيت الزوجية حتى لا يحدث إرهاق لهما، ولا لأسرتيهما، وعليهما الاهتمام بالمطلوب وخاصة فى بداية حياتهما الزوجية، حتى تكون الحياة أيسر وأسعد، فالمقصد الأسمى من الزواج، هو توفير السكن والمودة وتحقيق الوئام وحصول التوافق فى العلاقة الزوجية بين الزوجين.

وقال مفتى الجمهورية إن قضية القدس هى قضية كل العرب والمسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها وفى قلب كل عربى ومسلم، لما لها من مكانة ومنزلة دينية وحضور حضارى وعمق ضارب فى أعماق التاريخ، ودار الإفتاء تقدم كامل دعمها للأشقاء الفلسطينيين فى هذه الظروف الاستثنائية التى تمر بها القضية الفلسطينية، داعيا العرب والمسلمين إلى الوقوف الدائم إلى جانب الشعب الفلسطيني، ومساندة القضية العادلة للمسجد الأقصى والشعب الفلسطينى انطلاقًا من روابط الأخوة الإسلامية والعربية.

وحول المأمول من رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى وعودتها مرة أخرى للساحة الإفريقية، قال إن العلاقات المصرية مع القارة الإفريقية ضاربة فى القدم، وتتويج مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى جاء نتيجة منطقية لجهودها فى القارة الإفريقية على مستويات عدة، ونحن على أهبة الاستعداد لدعم جهود الدولة خارجيًّا كقوة ناعمة فيما يتعلق بمواجهة أفكار الجماعات المتطرفة والتنظيمات الإرهابية لدول القارة الإفريقية، للرد عليها وتفنيد أفكارها الهدامة وتوضيح وسطية الإسلام.

وأضاف أن مصر قادرة على الارتقاء بالقارة نحو مستقبل أفضل أمنيًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، داعيا الدول الإفريقية إلى ضرورة مساندة ودعم الجهود التى تقوم بها مصر والتعاون والتنسيق وتوحيد الجهود المشتركة لمواجهة التحديات، وجعل القارة السمراء قوة مؤثرة على الساحة الدولية.

وتابع: إن الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم التابعة لدار الإفتاء، كان لها دور كبير فى التواصل مع دول القارة الإفريقية بحكم وجود نسبة كبيرة من أعضاء الأمانة فى إفريقيا، وقد عمدت الدار إلى ترجمة الفتاوى والأبحاث والمؤلفات الصادرة عنها إلى اللغات الإفريقية (السواحلية، الهوسا، الفولانية، والأمهرية)، وهى اللغات التى يتحدث بها ملايين الأشخاص من عدة دول إفريقية؛ وذلك من أجل إيصال رسالة دار الإفتاء المصرية إلى القارة الإفريقية والوصول لأكبر عدد ممكن من المسلمين فى قارة إفريقيا، فضلًا عن إطلاق قوافل إفتائية تجوب دول إفريقيا، وتساهم فى ترسيخ تعاليم الدين الوسطي، وقد حظيت بترحاب كبير واستقبال رسمى وشعبي.

وأشار مفتى الجمهورية إلى أن تهديد جماعات الظلام الإرهابية يُلقى بظلاله على العالم بأسره، ومن الأهمية حتى نقضى على هذه الأفكار الشاذة، أن نتكاتف جميعًا على قلب رجل واحد لمحاربة الإرهاب الأسود وتجفيف منابعه ومواجهته بكافة الوسائل المشروعة، وفى مقدمتها مشروعاتُ التجديد وتصحيح المفاهيم التى تقوم بها المؤسسات الدينية، وفى مقدمتها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، فمحاربة الأفكار والتيارات المتطرفة يساعِدنا على تأصيلِ الاستقرار المجتمعي، ونشرِ قِيَم التعايشِ السِّلْمِيِّبينَ الناس جميعًا.

وقال مفتى الجمهورية إن المؤتمرات العلمية والدينية وسيلة لجمع كلمة العلماء والمسلمين، وتأتى لاتخاذ إجراءات وتدابير من شأنها المساهمة فى إيجاد خطاب دينى وإفتائى واعٍ بقضايا المجتمع، وخاصة قضايا التنمية، وتحفيز المجتمع بسائر فئاته، وخاصة الشباب على العمل والإنتاج والسلوك الإيجابى البنَّاء، وكذلك التركيز على واقع المسلمين الذى يزداد صعوبة يومًا بعد يوم.

ولفت المفتى إلى أن دار الإفتاء تحرص على التواصل مع كافة المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها، ولعل ظهور الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، التابعة لدار الإفتاء، كان له بالغ الأثر فى تحقيق هذا الهدف، فالأمانة تحرص على التواصل مع كافة دور الإفتاء فى العالم، كما تعتمد استراتيجية رامية إلى تحقيق مزيد من التواصل والتعاون مع كافة دور الإفتاء والمؤسسات الدينية فى العالم، وفى سبيل ذلك قدمت الأمانة العديد من برامج التدريب للأئمة والطلاب، ومؤخرًا خرجت دفعات من دول أفريقية وآسيوية على حد سواء.

وتابع: أما عن اعتلاء المنابر، فأرى أنه لا يجوز لمن لم يتأهل للإفتاء أن يفتى الناس؛ لأن الفتوى تحتاج إلى علم وإلى رصيد من الخبرات والتدريب على الإفتاء، ودار الإفتاء والأزهر لديهما رصيد متراكم من الخبرات يؤهلهم لهذه المسئولية والتعاون الدولى فى التدريب عليها.

 

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة