فى العيد الـ100 لمدارس الأحد.. كيف جدد البابا تواضروس دماء كنائس الإسكندرية؟.. كلف أسقفا بالإشراف على عاصمة الكنيسة وكاهنا فى منصب وكيل للبطريركية وثالث لإدارة ديوانه.. وواجه التشدد وفتح الباب للأفكار الجديدة

الأربعاء، 25 يوليو 2018 07:32 م
فى العيد الـ100 لمدارس الأحد.. كيف جدد البابا تواضروس دماء كنائس الإسكندرية؟.. كلف أسقفا بالإشراف على عاصمة الكنيسة وكاهنا فى منصب وكيل للبطريركية وثالث لإدارة ديوانه.. وواجه التشدد وفتح الباب للأفكار الجديدة البابا تواضروس الثاني
سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يفتتح قداسة البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية مساء اليوم الأربعاء، الاحتفالية الثانى للعيد المئوى لمدارس التربية الكنسية المعروفة باسم مدارس الأحد، حيث سبق للكنيسة وأن احتفلت بتلك المناسبة فى الكاتدرائية مايو الماضى، وخصصت اليوم لإحياء تلك المناسبة بمدينة الإسكندرية عاصمة الكرازة المرقسية فهى المدينة التى شهدت بشارة القديس مرقس حين جاب شوارعها مبشرا بدعوة المسيح حتى تمزق حذاؤه.

لماذا عملت الكنيسة على إحياء احتفاليتين فى ذكرى مدارس الأحد فى القاهرة والإسكندرية؟

مدارس الأحد هى مدارس التربية الكنسية التى أسسها الشماس حبيب جرجس عام 1918 حين شعر جرجس بفقر مادة الدين المسيحى التى يدرسها الطلاب فى المدارس، بعدما تم إقراره كمادة تعليمية عام 1908 ولكن عدم وجود مدرسين متخصصين أدى إلى الإهمال فى تدريسه، فابتكر فكرة مدارس الأحد، وهى حلقات درس تعقد كل أحد فى الكنائس هدفها خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية.

بدأت مدارس الأحد بكنائس القاهرة والإسكندرية إذ تعتبر المدينتين بذرتا الدعوة الشابة التى بثت الروح فى الكنيسة القبطية من جديد.

تحتل مدينة الإسكندرية أهمية خاصة فى الكنيسة القبطية ولدى عموم الأقباط، فقداسة البابا تواضروس هو بابا الإسكندرية، لذلك فإن العاصمة الثانية لمصر هى عاصمة الكنيسة الأولى التى ظلت لقرون مقرًا للكرسى الباباوى، وعنوانًا لتلك المدرسة اللاهوتية الشهيرة.

منذ العام 61 ميلاديًا الذى شهد دخول المسيحية مصر، وحتى العام 974 ميلادية كانت الإسكندرية مقر للباباوات، ثم أصبحت القاهرة مقرا للكرسى الباباوى بداية من عصر البابا إبرام أبو زرعة أى منذ عام 975 وحتى اليوم، نتيجة لكل العوامل السابقة فلا يمكن للكنيسة إقامة احتفالية واحدة بالقاهرة وتجاهل الإسكندرية خاصة وأن الأخيرة تضم أجيال كثيرة من خريجى مدارس الأحد الأوائل مازالوا على قيد الحياة.

 

 

كيف جدد البابا تواضروس دماء الكنيسة فى الإسكندرية؟

 

قبل عصر قداسة البابا تواضروس الثاني، كانت كنائس الإسكندرية تتبع البابا البطريرك إداريا، فهو الذى يشرف عليها ويباشر أمورها ويدير كهنتها، ومع مجىء البابا تواضروس لكرسى مارمرقس عام 2012، دخلت الكنيسة عصر التطوير الإداري فعمل على تقسيم الإيبراشيات (مجموعة كنائس تتبع أسقف واحد يدير شئونها)، بسبب اتساع أعباء الخدمة وكثرة عدد السكان، وكان للإسكندرية نصيب من هذا التقسيم، فعين قداسة البابا تواضروس لها اثنين من الآباء الأساقفة أولهما الأنبا بافلي نائبًا عن البابا تواضروس ويدير كنائس المنتزه واسقف للشباب في تلك المدينة، والانبا ايلاريون اسقف غرب الإسكندرية.

 

لدى الأنبا بافلى الذى مازال فى الأربعينات من عمره خبرة كبيرة وقبول واسع لدى شباب الكنيسة، حيث كان يخدم ككاهن متبتل فى مدينة شرم الشيخ، قبل أن يلتحق بدير الأنبا موسى بسيناء ويصبح رئيسا له.

أما الأنبا ايلاريون أسقف غرب الإسكندرية، فقد كان راهبًا بدير القديس مارمينا بصحراء كينج مريوط القريبة من الإسكندرية، وعلى دراية كبيرة بتلك المنطقة وبكنائسها وأحوال شعبها.

وكيل جديد للبطريركية فى الإسكندرية لدفع الشباب فى المواقع القيادية

أما على صعيد الكهنة، فإن الكنيسة أعلنت مطلع يوليو الجارى، عن تعيين القس إبرام أميل وكيلًا للبطريركية بالإسكندرية خلفًا للقمص رويس مرقس الذى كان يشغل المنصب منذ عام 2009، إذ طلب الأخير من قداسة البابا تواضروس إعفائه من منصبه ومنح الفرصة للشباب.

يقول القمص رويس لـ"اليوم السابع" إن الكنيسة تؤمن بضرورة تجديد الدماء ودفع الشباب للمناصب القيادية ومن ثم تم الاتفاق مع قداسة البابا تواضروس على تأهيل أحد الآباء الكهنة لهذا المنصب، فوقع الاختيار على القس إبرام أميل سكرتير لجنة الكهنة بالإسكندرية الذى جرى تدريبه على شئون الإدارة طوال السنوات الثلاثة الفائتة تمهيدًا لهذا الانتقال السلس فى الإدارة.

يحظى القس إبرام بشعبية كبيرة لدى جموع الأقباط فى مدينة الإسكندرية، لما له من كاريزما خاصة فى الوعظ الكنسى، بالإضافة إلى علاقاته الطيبة بزملائه الآباء الكهنة.

يعتبر منصب وكيل البطريركية من المناصب الكنسية العليا، إذ يحظى صاحبه بعضوية المجمع المقدس، إلى جانب الآباء الأساقفة ورؤساء الأديرة، ويحق له التصويت على القرارات الكنسية الهامة سواء على مستوى الإدارة أو الخدمة أو العقيدة.

جوزيف مقار المدير الشاب للديوان البطريركى بالإسكندرية

فى مارس الماضى، بينما كان القمص رويس مرقس أعلن، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية، يتأهب لترك منصبه للكاهن الشاب إبرام إميل، عين شابا أخرا فى منصب مدير عام الديوان البطريركى، والديوان البطريركى هو مقر بابا الإسكندرية التاريخى، ويحظى بأهمية تاريخية وكنسية.

البابا تواضروس بالقاعة بعد افتتاحها

البابا تواضروس بالقاعة بعد افتتاحها
 

يقول القمص رويس عن اختياره لمقار فى هذا الموقع: القرار يأتى فى إطار الإيمان بقدرات الشباب فى قيادة المؤسسات طالما يمتلكون المهارات القيادية والإدارية اللازمة للنهوض بها، وهو المبدأ الذى ينادى به قداسة البابا تواضروس الثانى، حيث طالب بالبحث عن كوادر شابة تقود العمل، ومساندة الطموحين منهم وترك مساحة كافية لممارسة عملهم الوظيفى والعمل العام.

 

أما القس أبرام أميل، يؤكد أن إفساح المجال للشباب يأتى ضمن قائمة توجهات الكنيسة القبطية؛ لتقلد المناصب القيادية، نظرًا للاحتياج الشديد لروح الشباب ذوى الكفاءة وأصحاب الفكر الجديد.

 كيف ستحتفل الكنيسة بمئوية مدارس الأحد فى الإسكندرية؟

أشرف الأنبا بافلى نائب قداسة البابا تواضروس لكنائس المنتزه على احتفالية مدارس الأحد فى الإسكندرية، إذ صاحب المناسبة الكبرى التى يفتتحها قداسة البابا مساء اليوم الأربعاء فى مكتبة الإسكندرية مسابقة للأبحاث، بالإضافة إلى تكريم أبرز خريجى الكلية الأكليريكية التى تأسست فى عام 1971، وسوف يتم عرض فيلما تسجيليا حول تاريخ الكلية الاكليريكية.

كما افتتح قداسة البابا تواضروس صباح اليوم أعمال التجديد والتطوير فى مقر الديوان البطريركى والكلية الأكليريكية وهى الكلية المختصة بتخريج الآباء الكهنة، إذ تعمل بنظام الفترتين الصباحية وهى كلية داخلية يقيم فيها الطالب بشكل كامل ويتخرج منها مرشحًا للخدمة فى أحد الكنائس، ومسائية وهى مختصة بدراسات الكتاب المقدس والعقيدة وغيرها ولا تلزم خريجيها بالالتحاق بالسلك الكهنوتي.

 

 
البابا في افتتاح مبنى الاكليركية
البابا في افتتاح مبنى الاكليركية

البابا تواضروس بالاسكندرية

البابا تواضروس بالاسكندرية









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة