أنجيلا ميركل تنسحب من الأضواء.. المهاجرون واليمين المتطرف والتحالفات الفاشلة كتبت النهاية.. ألمانيا تبدأ التفكير فى مرحلة ما بعد المرأة الحديدية.. الساحة الأوروبية يرثها ماكرون.. والبديل يطرح نفسه وريثا

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 05:30 ص
أنجيلا ميركل تنسحب من الأضواء.. المهاجرون واليمين المتطرف والتحالفات الفاشلة كتبت النهاية.. ألمانيا تبدأ التفكير فى مرحلة ما بعد المرأة الحديدية.. الساحة الأوروبية يرثها ماكرون.. والبديل يطرح نفسه وريثا ميركل
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عدم ترشحها مجددا لرئاسة حزبها وأن فترة ولايتها ستنتهى فى 2021، الأمر الذى ينهى قرابة عقدين من قيادة ميركل لألمانيا، ورغم أن كثير من المحللين يعتبرون أن ابتعاد ميركل عن الساحة يعود للنتائج المخيبة لحزبها فى الانتخابات البلدية، فإن هناك عوامل أخرى لن ترحل برحيل ميركل.

 

أزمة المهاجرين

سيلفى المهاجرين مع ميركل
سيلفى المهاجرين مع ميركل

 

يمكن اعتبار أن العام 2015 كان بداية النهاية لميركل، حيث أعلنت المستشارة الألمانية سياسة الترحيب بالمهاجرين واللاجئين فى خطوة كانت فى البداية تلقى ترحيبا كعمل نبيل لاستضافة من شردتهم الحروب والصراعات، لكن بعد أسابيع قليلة بدأت الأزمة فى الظهور بسبب عدم اندماج القادمين الجدد فى المجتمع الألمانى، وإنفاق ألمانيا للمليارات فى برامج إيواء وتدريب وتوظيف القادمين الجدد.

هذا بجانب الأزمة الكبرى وهى صعود اليمين المتطرف كرد على استضافة اللاجئين

صعود اليمين المتطرف

فى احتفالات رأس السنة 2016، شهدت ألمانيا جريمة تحرش كبرى بمدينة كولونيا، وقالت وسائل الإعلام الألمانية وقتها إن المتحرشين من المهاجرين، وأن الشرطة الألمانية تبحث عن ألف رجل على الأقل شاركوا فى التحرش الجماعى.

وزاد الأمر سوء بعد دعوات من مسئولى البلدية فى كولونيا تطلب من النساء عدم السير وحدهن ليلا أو إرتداء ملابس قصيرة، الأمر الذى مثل فرصة سانحة للتيار اليمينى المتطرف الصاعد، والذى لعب السياسيون فيه على نغمة أن حكومة ميركل تعمل إدانة النساء الضحايا بدلا من توفير الأمن للشعب الألمانى.

هذه النغمة زادت من شعبية حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليمينى المتطرف وزعيمته السابقة فراوكه بيترى التى كانت تطمح للإطاحة بميركل قبل أن تضطر هى للاستقالة من حزبها، على أن الحزب تمكن بالفعل من تحقيق مكاسب كبيرة فى الانتخابات الألمانية العام الماضى لدرجة أنه قضى على فرصة ميركل فى تشكيل حكومتها من حزبها فقط.

وأشارت شبكة "دويتش فيله" فى تقرير لها إلى تصاعد شعبية اليمين المتطرف بين النساء فى ألمانيا، بسبب حوادث التحرش هذه وبسبب برامج الرعاية الاجتماعية التى يعد بها أحزاب اليمين المتطرف بدعاية تقول "إن أموال الرعاية الاجتماعية أولى بها النساء والأطفال الألمان وليس المهاجرين القادمين الجدد للبلاد".

التحالف السياسى فاشل

تراجع شعبية ميركل وصعود اليمين المتطرف قاد لتراجع مكاسب الحزب المسيحى الديمقراطى فى الانتخابات الألمانية، وأصبحت ميركل مجبرة على البحث عن حليف لتشكيل حكومة جديدة، وهنا أصبحت ميركل مجبرة على مشاركة السلطة لأول مرة، وكانت صحيفة "فاينانشال تايمز" توقعت أن يكون هذا الائتلاف نهاية حكم المستشارة الألمانية، حيث قالت الصحيفة فى 30 نوفمبر 2017 "إن بقاء ميركل فى الحكم يعنى أن عليها التعاون مع الحزب الاشتراكى الديمقراطى وتقاسم السلطة معه، لكنها ستفشل فى هذا"، والسبب أن ميركل لم تعد بقوتها وشعبيتها المعهودة.

ترامب والبريستيج الدولى

كل هذه المشاكل قادت للضربة الرابعة لقيادة ميركل وهى البريستيج الدولى لها، فبالتزامن مع تراجع شعبية ميركل كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يبدأ فى فرض سياساته على الدول الحليفة لأمريكا سواء فى الناتو أو فى ملف التعريفات الجمركية مع الدول الأوروبية.

ترامب طالب بزيادة دول الناتو بما فيها ألمانيا من انفاق 2% من ناتجها القومى للإنفاق على الناتو بدلا من أن تتحمل أمريكا الميزانية كلها، وتبع ذلك الموقف المحرج لميركل وباقى دول الناتو عند افتتاح المقر الجديد للتحالف عندما قال ترامب "لم أسأل يوما كم تكلف هذا المقر الجديد".

الأمر الذى جعل ميركل تضطر للإقرار بعدها بأن على باقى دول الناتو المشاركة فى دفع تكاليفه.. لكن التوافق مع ترامب فى هذا الموقف لم يحسن من وضعها كثيرا حيث بدا من الواضح أن ترامب يقود دفة الدول الأوروبية بعيدا عن سياسة ميركل التى كانت تسير بها فى عهد أوباما، والدليل على ذلك انسحاب أمريكا من الاتفاق النووى الإيرانى على الرغم من إصرار ميركل على التمسك به، وحتى مع التمسك الألمانى بدا ثقل النفوذ الأمريكى فى تقويض ميركل والدول الراغبة فى استمرار الاتفاق.

ماكرون خليفة ميركل فى أوروبا
ماكرون خليفة ميركل فى أوروبا

المركز الدولى لميركل تعرض لضرر كبير فى فترة تشكيلها لحكومتها، حيث تركيزها على الشأن الداخلى، فتح المجال للرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الذى وصفته "الإيكونوميست" بأنه وضع نفسه كخليفة لميركل فى قيادة أوروبا، حتى لو كانت هناك خلافات بينهما فإن السياسة العامة متشابهة، ولكن فى الشهور الأخيرة كان ماكرون يمارس سياسة الشد والجذب مع ميركل فمن جهة تتوتر العلاقات بمطالب ماكرون إجراء إصلاحات للاتحاد الأوروبى، ومن جهة يرخى ماكرون الحبل بالوقوف مع ميركل فى ملف البريكست.

ترامب فى مواجهة ميركل
ترامب فى مواجهة ميركل

ولا ننسى الصورة التى فضحت تراجع قوة ميركل أمام ترامب خلال قمة  G7 والتى كانت ميركل تحاول بلا جدوى إقناع ترامب بعدم زيادة التعريفات الجمركية عبر التوقيع على ميثاق المجموعة، واتضح بعد ذلك أن الأمر كان مشاجرة حيث قام ترامب بالوقوف وأخرج من جيبه قطعتى حلوى وألقى بها على الطاولة قائلا "حسنا يا أنجيلا لا تقولى أننى لم أعطيكم شيئا" وهو الأمر الذى أكدته شبكة ABC وصحيفة "الميرور" البريطانية.

ألمانيا بعد ميركل

سؤالا كان من الصعب طرحه قبل 3 سنوات، لكن الأمر الأن بات فى حكم المستقبل القريب، وكالة رويترز كانت ذكرت فى تقرير لها إن ميركل كانت ترشحت فى الانتخابات الأخيرة أصلا بعد تردد طويل، وأنها كانت تبحث نهاية لحكمها بعد المتاعب التى واجها فى الأعوام الأخيرة.

خروج ميركل كان يتم الحديث عنه منذ فترة داخل ألمانيا حيث هناك فريق يعتبر الحكومة الحالية مجرد فترة انتقالية، وفريق أخر يود رحيل ميركل بشكل أسرع.

شاوبل
شاوبل

وتشير التوقعات إلى أن وريث ميركل داخل ألمانيا سيكون فولفجانج شاوبل رئيس البرلمان الألمانى، الذى وصفه موقع بوليتيكو بأنه بدأ الإعداد فعلا لمرحلة ما بعد ميركل، شاوبل من حزب ميركل "المسيحى الديمقراطى" لكنه سيكون عليه عبئ حماية الحزب فى مواجهة المنافسين من الأحزاب الأخرى، مثل البديل من أجل ألمانيا.

وأيضا حماية تركة ميركل من القيادات داخل حزبها نفسه مثل "ينس سبان" وزير الصحة البالغ من العمر 38 عاما، والمعارض الصريح لميركل.

وهناك أيضا أرمين لاشيت، قيادى الحزب الى يقدم نفسه كسياسى معتدل يريد إدخال بعض التعديلات على سياسة ميركل  ويحظى فى نفس الوقت بدعم من الجناح المعارض للمستشارة الألمانية.

أما فريدريش ميرز فهو العدو الصريح لميركل والذى يرى الأن فرصة الانتقام منها بحيث يصعد هو لرئاسة الحزب ثم الحكومة كرد على استبعاده من عضوية البوندستاج فى 2002.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة