مصرفيون أفارقة يدرسون مقترح ألمانيا بإطلاق "خطة مارشال" الأفريقية

السبت، 08 يوليو 2017 08:20 ص
مصرفيون أفارقة يدرسون مقترح ألمانيا بإطلاق "خطة مارشال" الأفريقية بنك التنمية الأفريقى
أبيدجان (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسعى وزير التنمية الألمانى جريد موللر فى مباحثات يجريها مع بنك التنمية الأفريقى AFDB فى كوت ديفوار لاستشراف مدى تأييد الدوائر الأفريقية المالية والاقتصادية والمصرفية لخطة بلاده التى يطلق عليها "خطة مارشال مع أفريقيا"، فيما يعرب عدد من المصرفيين الأفارقة عن اعتقادهم بأن الورقة الألمانية الخاصة بخطة مارشال المصرفية تفتقر إلى الكثير من التفاصيل.
 
فى العادة يلتف، وبشكل أسبوعي، ما يقرب من 20 من أعضاء مجلس إدارة بنك التنمية الأفريقي، حول مائدة مباحثات ضخمة فى مقر البنك بالعاصمة أبيدجان، معظمهم من المصرفيين ذوى الخبرات الطويلة فى مجالات تمويل التنمية، لمناقشة طلبات قروض تصل إلى نحو 300 طلب سنويا، وبلغ قيمة التمويلات التى أقرت فى العام الماضى ما يقرب من 11 مليار دولار (بما يعادل نحو 5 .10 مليار يورو).
 
فى اجتماع خاص .. التف أعضاء مجلس إدارة بنك التنمية الأفريقى فى استقبال ضيف لهم هو وزير التنمية الألماني، جريد موللر، الذى قدم ومعه "خطة مارشال" الأفريقية، التى تتألف من 30 صفحة، وتكشف عما وصف بأنه "مستوى جديد" من التعاون التنموى مع أفريقيا فى مجالات التنمية الاقتصادية، والتجارة، والتعليم والطاقة. وسعى موللر بحضوره إلى أبيدجان الشراكة مع أفريقيا قائلا لنخبة المصرفيين فى البنك الأفريقى التنموى "أراكم صوت أفريقيا، فأنتم الخبراء".
 
وأبدى الخبراء ثناءهم وتحيتهم للضيف الألمانى بكل أدب على مبادرة بلاده للحوار مع أفريقيا، إلا أنه سرعان ما انطلقت موجة انتقادات وتساؤلات التى ملأت غرفة الاجتماعات، فقال أحد الأعضاء "الاستراتيجية والرؤية تغطى مجالات كثيرة. أعتقد أننا بحاجة إلى تضييق بؤرة التركيز"، وقال آخر هل حقيقى أن الخطة تحمل مسمى "خطة مارشال؟"، بينما علق آخر بقوله "لا توجد أرقام كافية"، واستفسر آخر "ما الذى يمكن لألمانيا أن تساهم به بالتحديد؟.
 
بخلاف "خطة مارشال" الأصلية، التى ضخ بموجبها مليارات الدولارات لإعادة تأهيل أوروبا عقب نهاية الحرب العالمية الثانية مباشرة، فإن خطة الوزير الألمانى موللر لا ترى أهمية فى تقديم مليارات من الدولارات فى صورة قروض للدول الأفريقية، بل فى المقابل تود الخطة تقديم المساعدات التنموية الشاملة، والعمل عن قرب مع الشركاء التنمويين، ودمج النخب الأفريقية فى أعمال أكثر مسؤولية تجاه جهود التنمية فى القارة.
 
وأعرب موللر - فى خطته - عن أمله فى وقف التحويلات الرأسمالية غير المشروعة الهاربة من أفريقيا وإغلاق الملاذات الآمنة التى تستخدمها المؤسسات المتعددة الجنسيات، فضلا عن تعزيز القطاع الخاص الأفريقى يمثل مكونا رئيسيا للخطة الألمانية، وإلغاء القيود الظالمة على التجارة فى وجه المنتجات الأفريقية من أجل تسهيل وصولها إلى الأسواق الأوروبية، وهنا لم يسلم الوزير الألمانى من الانتقاد، إذ انبرى مصرفى من نيجيريا قائلا "ينبغى أن أتوقف هنا، فكل من يجلس على هذه الطاولة يعلم أن السياسة الزراعية (الأوروبية) الراهنة غير عادلة بالنسبة لأفريقيا"، ولدى سماعه التعقيب، أطرق الوزير الألمانى برأسه ولم يعلق، وبقى التساؤل معلقا حول كيف يعتزم إيجاد نظام تجارى أكثر عدلا؟
 
وتبقى "خطة موللر" فى الوقت الراهن مجرد ورقة للنقاش صاغها وزير تنمية، ليس لديه أى نفوذ على السياسة التجارية، حتى وإن كان لديه الرغبة فى تحقيق ذلك. ولقيت الورقة انتقادا من بعض المشاركين فى الاجتماع بينما رآها آخرون تحركا رائعا لأنها تضمن لأفريقيا وللوزير مولر اهتماما أكبر داخل ألمانيا.
 
فصناع السياسة الألمان شرعوا فى إيلاء أفريقيا اهتمام أكبر منذ بداية أزمة الهجرة، فها هو وزير المالية الألماني، ولفجانج شوابل، يرغب فى إبرام اتفاقات شراكة مع بلدان أفريقية منتقاة داخل إطار العمل مجموعة الدول العشرين G20 فى دورتها الراهنة التى ترأسها ألمانيا. والوزير مولر ينشد الدعم لـ"خطة مارشال" سواء داخل ألمانيا أو خارجها، وقد تلقى دعما من رئيس البرلمان الأوروبى أنطونيو تاجاني.
 
تلاقت أفكار موللر مع رأى نائبة بارزة فى بنك التنمية الأفريقي، فرانى ليوتير التنزانية، التى رأت أنها تتوافق مع "أولويات البنك"، كما أنها تتماشى مع أهداف الاتحاد الأفريقي" .. وقالت إن الوزير موللر أكد أن الخطة ستكون "خطة مارشال مع أفريقيا"، وأعتقد أن "كلمة مع أفريقيا مهمة جدا، فهى المرة الأولى التى نرى فيها شيئا يتم حول أفريقيا ومع أفريقيا".
 
وأبدت مصرفية تنزانيا ترحيبها بالمقترح الخاص بإنشاء "مفوضية الاتحاد الأوروبى من أجل أفريقيا".
 
ومن جانبه، أعرب موللر فى نقاشه عن أمله فى أن يقود التعاون مع بنك التنمية الأفريقى إلى خلق منتجات مالية جديدة وأدوات إدارة المخاطر المالية التى ستساعد على الاستثمار وتعزز من دور القطاع الخاص الأفريقي. وسيكون أحد أمثلته برنامج القروض لمصلحة شباب رواد الأعمال فى البلدان الأفريقية.
 
وفى رده على أسئلة من محطة دويتش فيله الألمانية، قال الوزير موللر، "إننا نتحرك فى نفس الاتحاد والبنك شريك استراتيجى مهم"، وعلى صعيد الأدوات المالية التى يتمنى أن يراها تخرج إلى حيز النور، أكد أن هناك جوانب كثيرة من التوافق بشأنها توصل إليها بنفسه مع الإدارة التنفيذية لبنك التنمية الأفريقي.
 
وعلى صعيد موجة الانتقادات داخل اجتماعه فى مقر البنك، صرح الوزير الألماني، بأن الصحفيين لم يستمعوا سوى إلى 2 فى المائة فقط التى تتضمن الانتقادات، فالانتقادات محفزة ومرغوبة بشدة (لديهم)، على حد تعبيره.
 
بيد أن الوزير الألمانى لم يتمكن من التعاطى بسهولة مع الانتقادات التى وجهت له أثناء اجتماعه على مائدة بنك التنمية الأفريقي، كما أن عددا من أعضاء مجلس إدارة البنك استبدت بهم الظنون وأبدوا تعجبهم من كيفية سيتمكن من تنفيذ جوانب معينة تتضمنها الخطة؛ فكيف سيقوم بتقليص الاعتماد على المانحين وتعزيز التصنيع؟ أو كيف سيتم العمل سويا مع إدارات عامة مكتظة ومتخمة ولديها القليل من الرغبة فى الإصلاح؟ وهنا يختتم أحد مصرفيى المؤسسة المالية الأفريقية تعليقه قائلا "نحن على دراية بعدد من المبادرات التى أطلقت فى الماضي، وأفضت إلى لا شيء".
 
وتابع "خطة مارشال" التى طرحها الوزير الألمانى كانت أساسا جيدا للنقاش، لكنها بحاجة إلى التطوير، معربا عن أمله أن يحقق موللر "نجاحا وأن يتمتع بشجاعة أكبر" فى متابعة فكرته.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة