قالت مجلة فورين بوليسى إن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تصر على ترحيل اللاجئين المسيحيين العراقيين رغم ما ينتظرهم من مخاطر كبيرة وجادة، فى محاولة لإضفاء الشرعية على قرار حظر السفر الذى أصدره ترامب ضد مواطنى 6 دول ذات أغلبية مسلمة.
وأضافت المجلة الأمريكية، فى تقرير الخميس، إلى المشهد داخل محكمة ديترويت الشهر الماضى، حيث كان مئات العراقيين بإنتظار حكما بشأن ترحيلهم إلى بلادهم التى جاءوا منها فارين من العنف والقتل.
وأوضحت أن المشهد فى محكمة ديترويت الامريكية يوم 21 يونيو كان يختلط يالغضب والقلق. وانتظر العشرات من المواطنين العراقيين معرفة ما اذا كان سيتم ترحيل اقاربهم المحتجزين وغيرهم من اعضاء الجالية فى ديترويت. وخارج قاعة المحكمة وقف المئات ممن رفعوا لافتات تقول "ترامب / بنس أسمعونا.. لقد صوتنا لكم.. ترحيل المسيحيين الى العراق ابادة جماعية".
وفى وقت سابق من شهر يونيو الماضى، تعرضت إحدى اكبر المجموعات المسيحية العراقية فى الخارج لمداهمات شنتها سلطات الهجرة والجمارك الأمريكية حيث تعقبهم المسؤولون حتى الأبواب، مما أدى إلى إرتباك فى الكنائس. وقد تم القبض على نحو 114 شخصا فى منطقة ديترويت الكبرى. بعض المعتقلين مسلمون، ولكن الغالبية العظمى تنتمى إلى الطوائف المسيحية الكلدانية و الآشورية. وقد تم نقل جميع المعتقلين إلى السجن تمهيدا لترحيلهم إلى بلادهم التى خرجوا منها هاربين.
وتكشف المجلة عن أن نحو 1444 عراقيا يجرى الاستعداد لترحيلهم وأن أولئك ليسوا من اللاجئين حديثا إلى الولايات المتحدة وإنما ممن يعيشون هناك منذ حرب الخليج الأولى ولهم سجلات جنائية، وأن معظمهم سمحت لهم الحكومة بالبقاء تحت إشراف السلطات المختصة لعقود، فضلا عن أن العديد من المسجنين حاليا أعيد تأهيلهم وأصبحوا أعضاء منتجين فى المجتمع.
ويتساءل الكثيرون الآن عن سبب استهداف إدارة ترامب فجأة للمسيحيين العراقيين والإصرار على ترحيلهم، تقول فورين بوليسى إن نظرية واحدة تفسر ذلك، وهى أن البيت الأبيض يستهدف المسيحيين عمدا من أجل إضفاء شرعية أمام القضاء الأمريكى، فى المراجعة القضائية المقبلة للأمر التنفيذى الذى أصدره ترامب المعروف باسم "حظر السفر" أو "حظر المسلمين" الذى يمنع بموجبه دخول المواطنين من ايران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن الى البلاد بسبب مخاطر الارهاب المتزايدة.
