أكرم القصاص - علا الشافعي

معتز بالله عبد الفتاح يكتب: هجوم ضخم على هدف صلب.. حادث سيناء الأخير يفضح حجم تمويل الإرهابيين وطبيعة الداعمين.. جماعات "الإرهاب السياسى" ترفع درجة الاستهداف.. ورسالة سياسية رباعية الأبعاد خلف الهجوم

الثلاثاء، 11 يوليو 2017 04:32 م
معتز بالله عبد الفتاح يكتب: هجوم ضخم على هدف صلب.. حادث سيناء الأخير يفضح حجم تمويل الإرهابيين وطبيعة الداعمين.. جماعات "الإرهاب السياسى" ترفع درجة الاستهداف.. ورسالة سياسية رباعية الأبعاد خلف الهجوم معتز بالله عبد الفتاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عادة ما يختار الإرهابيون بين عدد من البدائل الأساسية: "هجوم محدود على هدف رخو" أو "هجوم محدود على هدف صلب" أو "هجوم ضخم على هدف رخو" أو "هجوم ضخم على هدف صلب."
 
ولنعرف المقصود بما سبق: 
"الهجوم المحدود" هو الهجوم الذي تستخدم فيه آليات تدمير متواضعة نسبيا مثل الدهس بسيارة أو استخدام بندقية أو مسدس أو قنبلة محدودة التأثير أو حتى سكين. 
 
أما "الهجوم الضخم" فهو الهجوم الذي تستخدم فيه آليات تدمير عالية التأثير وشديدة الانفجار مثل مدافع رشاشة أو سيارة مفخخة أو قنابل عالية التدمير. 
 
"الهدف الرخو" يشير إلى الأشخاص أو المنشآت أو المركبات غير المعدة أصلا لرد الهجوم عليها وهي عادة معدة لخدمة المدنيين مثل فنادق أو سيارات خاصة أو مركبات نقل عام أو طائرات أو مؤسسات عامة. 
 
أما "الهدف الصلب" فهو الهدف الذي يكون فيه حد أدنى من تأمين مفترض وقدرة على مبادلة الإرهابيين اطلاق النار أو القبض عليهم قبل أو أثناء أو بعد تنفيذهم لهجومهم مباشرة. 
 
إذن لو وضعنا هذه الأنواع في جدول فسيكون جدول به أربع خانات. 
 
عادة ما يميل الإرهابيون غير المنظمين إلى الهجمات المحدودة ذات الأهداف الرخوة معتمدين على تواترها وكثرتها بما يشيع أجواء من عدم الأمان وتغليب الدور الدعائي والإعلامي مستخدمين نهم وسائل التواصل وأجهزة الإعلام في نشر الأخبار وتضخيمها. 
 
أما الجماعات الإرهابية الممولة والمدربة من أجهزة استخبارات أخرى فهي تميل إلى "الهجوم الضخم" سواء على أهداف صلبة أو رخوة، ولكن يكون الهجوم على هدف صلب مدفوعا برغبة في إرسال رسالة سياسية قوية أو كنوع من الانتقام على هزائم سابقة. 
 
إذن، بات واضحا أن جماعات الإرهاب السياسي (التي كنا نسميها سابقا الإسلام السياسي) قررت أن تتحدانا وأن ترفع درجة الاستهداف الارهابي حتى يصل إلى قمته: هجوم ضخم على هدف صلب مع استمرار الهجمات المحدودة من آن لآخر وكأنهما مساران متوازيان.
 
الهجوم الارهابي يوم الجمعة الماضي في في منطقة البرث جنوبي مدنية رفح يمكن تصنيفه على أنه هجوم ضخم ضد وحدة عسكرية شديدة التحصين، وكان من ضخامته أنه أدى إلى مقتل حوالي 40 متطرفاً واستشهاد وجرح 26 جندياً، وفقا لما أعلنته القوات المسلحة.
 
وهذا الهجوم الإرهابي يأتي كثاني أضخم الهجمات الإرهابية منذ الهجوم الإرهابي في الشيخ زويد في يوليو عام 2015، وهو نقل للاستهداف من الجبهة الغربية على الحدود الليبية التي كانت هدفا لمعظم هجمات جماعات الإرهاب السياسي خلال العام الحالي 2017 بعد أن كانت الجبهة الشرقية هادئة لحد بعيد في الأشهر الماضية نتيجة العمليات الناجحة للقوات المسلحة. 
 
واختيار هذا الهدف الصلب بهذه الهجوم الضخم يأتي كرسالة سياسية مباشرة رباعية الأبعاد، لأنها تأتي أولا بعد ما أعلنت القوات المسلحة عن تطهير أهم معاقل وملاذات الإرهابيين على مدى عقود وهو "جبل الحلال" وسط سيناء ومعه السيطرة على القرى الجنوبية في مدينتي رفح والشيخ زويد، والتي كانت مسرحا للعمليات الكبرى تاريخيا. 
 
ثانيا الهجوم ليس فقط ضخما من حيث عدد المشاركين فيه (حوالي 100 إرهابيا) ومن حيث العتاد (عربات دفع رباعي حديثة، وقذائف هاون وآر بي جي، وقذائف مضادة للطائرات، ومدافع رشاشة) ولكنه كذلك هجوم على هدف صلب للغاية وهو مقر الكتيبة «103» صاعقة والتي تعتبر أقوى كتائب الجيش في رفح  ونقطة ارتكاز هامة لسيطرة القوات المسلحة على جنوب المدينة، وتقول التقارير أن هذه الكتيبة تقف على تبة جبلية تقع في مفترق طرق، ومن خلالها يمكن قطع طرق التهريب أو الانطلاق لشن هجمات جنوب رفح. وبالتالي يمكن النظر له على أنه مقدمة لهجمات أخرى أكثر عنفا لو كان مر دون هذه الخسائر الفادحة في الإرهابيين 
 
ثالثا تزداد الرسالة السياسية وضوحا بأن مكان الهجوم يقع مباشرة في قرية "البرث" التابعة لقبيلة "الترابين"، كبرى قبائل سيناء، والتي تقود "اتحاد القبائل" المؤازر للجيش في حربه ضد الإرهاب، والتي شكلت من بين شبابها مجموعات مسلحة بالتنسيق مع أجهزة الدولة للانخراط في محاربة "داعش". وبالتالي فإن "داعش" تقول إنها قادر على اختراق أو مغافلة التحالف الرسمي القبلي في سيناء ضد الإرهاب والإرهابيين في سيناء، وأنها قد تخسر معركة لكنها لم تخسر الحرب بعد. 
 
رابعا تأتي هذه العملية بعد الخطوات الدبلوماسية الناجحة التي قامت بها مصر في تشكيل تحالف عربي مضاد لقدس أقداس الإرهاب في الشرق الأوسط والممول الأساسي له في قطر. وكما تنبأت من قبل فإن العمليات الانتقامية ستزداد سخونة لإضعاف الروح المعنوية للجنود والمواطنين المصريين وإحراج النظام السياسي الحاكم بتصوير نجاحاته في محاربة ومحاصرة الإرهاب بأنها نجاحات جزئية وغير عميقة. 
 
المطلوب منا كمصريين هو الاستمرار في رفع حالة الوعي عند المواطنين والجنود بمخاطر الاستسلام لجماعات الإرهاب السياسي واستمرار الضغط على كل من يدعم الإرهاب قولا أو عملا أو تمويلا أو ملاذا أو تجنيدا. 
 
"لا يهزم الجيش إلا حين يقول أول جندى لقد هزمنا ثم يفر." هذا ما قاله نابليون لتعريف الهزيمة في معركة. 
 
لن نهزم، ولن نسمح لأحد أن يقول إننا هزمنا، ولن نفر. 
 
هذا هو ردنا على الإرهاب والإرهابيين. 
 
تحيا مصر، ويحيا المصريون.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة