الغنوشى طوق إنقاذ الإخوان بشمال أفريقيا.. زار قطر وتركيا ولندن خلال شهران.. يسعى لغسل سمعة الجماعة من الإرهاب ويروج لمصطلح "الديمقراطيين المسلمين".. وتدخل للوساطة فى ليبيا لحجز مكان للتنظيم فى الحكم

الإثنين، 24 أبريل 2017 09:00 م
الغنوشى طوق إنقاذ الإخوان بشمال أفريقيا.. زار قطر وتركيا ولندن خلال شهران.. يسعى لغسل سمعة الجماعة من الإرهاب ويروج لمصطلح "الديمقراطيين المسلمين".. وتدخل للوساطة فى ليبيا لحجز مكان للتنظيم فى الحكم الغنوشى طوق إنقاذ الإخوان بشمال أفريقيا
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لم يصبح دوره قاصرًا على نشاطه الحزبى فى الداخل التونسى، بل إنه بدأ يتغول فى جولات خارجية ومباحثات دولية ووساطات إقليمية أحدثت صخبًا وضجيجًا فى المنطقة، فلم يعد هناك تحرك يقوم به رئيس حركة النهضة الإسلامية – إخوان تونس – راشد الغنوشى إلا ويثير لغطًا حول أهدافه، القيادى الإخوانى يقوم بدور طوق الإنقاذ الوحيد للتنظيم الدولى، الذى يعانى من ضربات متتالية فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

حركة النهضة الإسلامية برئاسة الغنوشى هى الذراع الوحيد للتنظيم الدولى فى منطقة الشرق الأوسط الذى نجا من طوفان الرفض الشعبى لتيار الإسلام السياسى، وظلت متماسكة محتفظة بمكانتها، ومن هذا المنطلق بدأ القيادى الإخوانى التونسى فى تولى زعامة التنظيم الدولى والتحرك على الساحة الدولى فى محاولة أخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد انهيار المركز الأساسى لهم فى مصر عقب ثورة 30 يونيو.

جولات الغنوشى المكوكية فى الآونة الآخيرة تتخطى كونه رئيس حزب فى تونس، حيث خلال شهران فقط قام بزيارات متوالية لتركيا وقطر وبريطانيا وهو ما كشف عن الدور التنسيقى الذى يقوم به بين قيادات التنظيم الدولى، وكان آخرها الزيارة التى قام بها للندن معقل الإخوان فى أوروبا منذ أيام قليلة، والتقى خلالها القيادى الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح، والتى تم الربط بينها وبين ما يحاول بعض قيادات التنظيم الترويج له فى مصر من مقترحات للمصالحة.

وجاءت لقاءات شيخ الحركة فى العاصمة البريطانية مثيرة للجدل، حيث عقد اجتماع لم يتم الإفصاح عن فحواه مع أعضاء لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس العموم البريطانى، وهو لقاء يطرح علامات استفهام، خاصة أن تلك اللجنة هى المعنية بملف نشاط تنظيم الإخوان المسلمين والتى كانت قد أعدت تقرير مراجعة لنشاط الجماعة العام الماضى.

وفى إطار الزيارة ذاتها التقى الغنوشى مسئول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية البريطانية والمبعوث البريطانى إلى ليبيا، وهو دليلًا على محاولة تبييض وجه التنظيم فى دول المنطقة بعد أن اقترن فى العامين الأخيرين بالإرهاب، وفى إطار عملية غسل السمعة، ألقى عدد من المحاضرات فى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لندن وآخرى فى "المعهد الملكى للشئون الدولية" للحديث عن شكل جديد للإسلام السياسى.

الغنوشى يروج لمفهوم "الإسلام الديمقراطى" بديلا عن "الإسلام السياسى"

زعيم الإخوان التونسى يسعى لإعادة ترويج الإسلام السياسى دوليًا فى صورة جديدة، حيث تبنى مؤخرًا مفهوم "الإسلام الديمقراطى"، والذى بدأ يستخدمه فى جميع خطبه ومحاضراته مؤخرًا، حيث قال فى لندن "أننا نخطو خطوة مهمة جدًا فى تاريخنا تضع الأساس لما نسميه الإسلام الديمقراطى.. ونحن نعتقد أن الإسلام والديمقراطية يمكن أن يكونا متوافقين، وأنه كما يوجد الديمقراطيون المسيحيون، والديمقراطيون الهنود،  يمكن أن يكون هناك أيضًا ديموقراطيين مسلمون".

وقال فى أحد مقالاته الآخيره "فى العالم الإسلامى لدينا معركة الأفكار والنماذج..  إن ما نقدمه هو المكان الذى يمكن أن نكون فيه مسلمين وديمقراطيين، حيث يتوافق الإسلام مع حقوق الإنسان وحقوق الأقليات وحقوق المرأة. وهناك نموذج آخر تمثله داعش، حيث يرتبط الإسلام والإرهاب.. ونعتقد أن تفسيرنا هو ما تحتاجه منطقتنا، وهو ما يحتاجه العالم أيضا".

وبدلا من مصطلح "الإخوان المسلمين" تحدث الغنوشى عن "الديمقراطيين المسلمين" وقال "أولئك الموجودين فى حزبنا، استطاعوا سد الفجوة بين الأصالة والحداثة، وتقديم رؤية للإصلاح الذى يحترم تاريخ وقيم المجتمع، وبين الغنوشى " أن النهضة الآن لم تعد تفهم بطريقة جيدة بصفتها حركة إسلامية، لكن كونها حزبا للمسلمين الديمقراطيين، فالفصل بين الدين والسياسة يعيد استقلالية المؤسسات الدينية".

زعيم إخوان تونس همزة الوصل بين التنظيم الدولى وأردوغان

النظام التركى هو العون القوى للتنظيم الدولى وفى هذا الإطار تأتى علاقة زعيم حركة النهضة بنظام رجب طيب أردوغان، حيث كان الغنوشى أول من أتصل مهنئا لأردوغان على التعديلات الدستورية التى تكرس لنظامه الديكتاتورى فى المنطقة، كما أنه قام بزيارة لتركيا فى فبراير الماضى لم تمر مرور الكرام.

زيارة القيادى الإخوانى لأنقرة شملت لقاءات على أعلى المستويات تتخطى مكانته كرئيس حزب، حيث التقى أردوغان ورئيسَ الحكومة التركية ورئيس حزب العدالة والتنمية بن على يلدريم ونائب رئيس الوزراء التركى، نعمان قورتولموش، وظهر بشكل واضح من التصريحات الوصاية التركية على قيادات التنظيم، حيث شملت المباحثات قضايا المنطقة العربية والجهود المبذولة من أجل إحلال السلام فيها.

واعترف الغنوشى بأن تركيا تلعب دورًا مهما فى المجتمع الإسلامى، مؤكدًا أن الانتصارات التى يحققها النظام التركى هى انتصار للإسلام الصحيح والتعددية والديمقراطية، وفى المقابل أعلن المسئولين الأتراك ان الغنوشى مهتم بمشاكل الاسلام ويقوم بدور مهم حيال مستقبل العالم الإسلامى وفى هذا الإطار فإن تركيا تقف بكل قوتها وتجربتها وإمكانياتها خلف تحركاته.

زعيم حركة النهضة قام بوساطة لإنقاذ إخوان ليبيا وقدم نصائح لإخوان المغرب:

"تونس نموذجا للتعايش بين الفرقاء فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ويمكن تمريره لدول المنطقة"، فى إطار هذا التصريح للغنوشى حاول رئيس حركة النهضة أن يتدخل فى ملف الأزمة الليبية والمغربى، حيث قام بالوساطة لدى الإخوان بليبيا من أجل ضمان مساحة لهم فى السلطة، حيث استغل علاقاته بالحركات الإسلامية فى ليبيا لإقناعهم بالقبول بالجلوس على طاولة حوار مع بقية الأطياف تستضيفها الجزائر، حيث أعلن الغنوشى أن جزءًا مهمًا وكبيرًا من زيارته الأخيرة للجارة الغربية متصل بتفاعلات الملف الليبى، بل وأكد على أن هناك أطرافًا أساسية فى المعادلة لا يمكن أن يتحقق السلم والاستقرار من دون مشاركتها، وأضاف قائلاً : "هذه الأطراف أو بعضها لنا بها علاقة".

ومن ليبيا إلى المغرب آثار الغنوشى لغطا فى الساحة السياسية الرباط، بعد زيارة خاطفة قام بها للعاصمة القطرية الدوحة حاضنة قيادات التنظيم الدولى، التقى خلالها عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية السابق، والذى كان وقتها مازال مكلفًا من قبل الملك محمد السادس بتشكيل الحكومة المغربية باعتباره الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الفائز فى الإنتخابات البرلمانية.

وجاء لقاء الغنوشى وبنكيران فى الدوحة، والذى لم يكن معلن عنه، فى وقت عصيب للحزب الإسلامى بالمغرب، حيث فشل الإخوانى المغربى فى تشكيل الحكومة على مدار خمسة أشهر، وقالت الأوساط السياسية أن التنظيم الدولى قدم نصائح لبنكيران للحفاظ على منصبة ومكانة الإخوان فى المغرب، إلا أن أصداء هذا الإجتماع والذى وصل إلى الرباط آثار موجه غضب، وبعد يومين من عودة بنكيران قرر الملك إعفائه من تشكيل الحكومة.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة