أكرم القصاص - علا الشافعي

الإمام الأكبر: الحملة الإلحادية الحديثة تستهدف إضعاف الشرق الإسلامى

الأربعاء، 15 يونيو 2016 01:35 م
الإمام الأكبر: الحملة الإلحادية الحديثة تستهدف إضعاف الشرق الإسلامى الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف
كتب لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الإلحاد فى القرن الثامن عشر، وهو القرن الذى نشأ فيه الإلحاد، كان يعرض نظرياته بشى من الأدب وشى من احترام المؤمن، بخلاف الإلحاد المعاصر الذى تبجح بعد أحداث الحادى عشر من سبتمبر، وأعلن حربًا على الأديان، وخاصةً على الإسلام، مع أن هناك تشابها كبيرًا بين الأسباب التى بعثت الإلحاد فى القرن الثامن عشر والإلحاد الجديد، وفى اليوم التالى لهذه الأحداث بدأ بعض من كبار الملحدين يؤلف كتابا يدعو فيه إلى الإلحاد بل أن مسلمة شرقية فى هولندا حين استقطبها الإلحاد ألفت كتابا تحت عنوان (حق الإهانة) إهانة الإسلام ونبيه.

وأضاف فى حلقة أمس من برنامجه (الإمام الطيب) الذى يذاع يوميًّا طوال شهر رمضان المعظَّم على التليفزيون المصرى وعدد من القنوات الفضائية الأخرى، أن هناك شركات ومؤسسات تدعم الاتجاه الإلحادى الجديد وتمده بالأموال وتطبع أبحاث الملحدين وكتبهم، ومن هنا ظهر إلحاد له أنياب وأظافر ومخالب يتسلط على الأديان وعلى الإسلام بالذات، وأصبح له مراكز وبرامج ومناهج ومفكرون ومواقع إلكترونية وأفلام وثائقية تنتج على أعلى مستوى، حتى أفلام للأطفال؛ لنشر الإلحاد والتبشير به فى العالم كله، كما أصبح له لافتات تُعلَّق فى الشوارع وفى الميادين وعلى وسائل المواصلات تدعو إلى أن العالم بدون أديان أفضل ألف مرة من العالم الذى يوجد فيه أى دين من الأديان.

وأشار الإمام الأكبر إلى أن أحد الأسباب الرئيسة لانتشار ظاهرة الإلحاد أن الشباب المسلم ليس على خلفية فكرية علمية إسلامية تُمكِّنه من تقييم ما يُقال، وخاصةً لو قيل هذا الكلام بلغة ميسرة للشباب، وراءها علماء نفس وعلماء تربية، ومؤسسات لها اعتمادات مالية ضخمة، لا تقل أهمية عن مؤسسات صنع الأسلحة فى الغرب، ولا تقل شأنًا عن مؤسسات صنع الأدوية هناك، موضحًا أن الشباب المسلم لا توجد لديه مناعة علمية ولا مناعة ثقافية؛ لأنه لا يقرأ ويستسهل الحصول على المعلومات والمعارف من المصادر السطحية، وبالتالى إذا ألحد فإنه يلحد عن اقتناع زائف، مضيفًا أن الشباب المسلم فى الشرق للأسف الشديد ليس مسلحًا بالعلم والمعرفة الآن، والعلم الصحيح والمعرفة الصحيحة هما حائطا الصد المنيع الذى يمكن أن يقف فى وجه هذا التيار الإلحادى الذى بدأ ينهمر علينا من كل حدب وصوب.

كما أشار إلى أن التجديد لا يعنى إهمال القديم (التراث)، بل بالعكس التجديد يعنى إحياء القديم؛ لأن تراثنا الإسلامى فيه جرعة علمية فلسفية ثقافية رائعة، لا يجب إهمالها وتبديدها وتشكيل العقول بعيدا عن رحابها العقلى، حيث كان لهذا التراث المعمق فضل على بعد الله تعالى فى معرفة الفكرة الزائفة أو غير الزائفة، كما أن هذا التراث الذى تربينا عليه هو الذى علمنا أن أول واجب على المكلف النظر فى معرفة الله تعالى.

واختتم الإمام الأكبر حديثه برسالة للمجتمع من أجل الحَدِّ من انتشار ظاهرة الإلحاد، خاصة الشباب، فقال: "لا حَلَّ إلا نشر العلم الصحيح عن طريق التعليم فى المدارس أو الأزهر أو الجامعات، ولا بد أن يكون هناك مقرر جامعى لمادة علمية فلسفية تحمى ثقافة هذا المجتمع وأصوله الروحية والدينية، وفى الحقيقة هذا النوع من التثقيف غائب عن التلميذ فى الابتدائى وفى الإعدادى وفى الثانوى وفى الجامعة، وللأسف الشديد لا نجد أحدًا من المسئولين عن الثقافة وعن التثقيف وعن التعليم يضع فى حسبانه أن الحملة الإلحادية الحديثة هى ضمن خطة تستهدف إضعاف الشرق الإسلامى، ومن ثَمَّ لا بد أن يكون هناك علم، ولا بد أن تكون هناك فلسفة، وأن يكون هناك تدريس عميق لتراثنا العقلى والنقلى ليكون صمام أمان للشباب من الإلحاد، كما أنه لا بد من الحوار مع الملحدين.


موضوعات متعلقة



الإمام الأكبر: الملحدون يجهلون طرق الاستدلال على وجود الله








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة