وأوضحت الصحيفة أن ميركل، فى سبتمبر الماضى، كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مثالية، وشخصية خيرية ترحب بمئات الآلاف من اللاجئين فى ألمانيا فى وجه معارضة شديدة فى الداخل ومن الحلفاء الأوروبيين، إلا أن هذا التدفق للاجئين سرعان ما أصبح حملا كبيرا بدرجة يصعب التعامل معها.
لكن هذا العام مختلف لميركل نوعا ما فى سدة الحكم، مع تبنيها نهجا تم تشديده بحكم الخبرة، فهذه المرة دخلت أنجيلا ميركل البراجماتية فى اتفاق محسوب مع رجب طيب أردوغان، الرئيس التركى الذى يزداد استبدادا، فى محاولة لوقف تدفق اللاجئين، بإعادتهم مرة أخرى إلى تركيا.
وتواجه المستشارة الألمانية الآن اتهامات من مجموعة جديدة من المعارضين ليس فقط لخيانتها المثل الخاصة بها حول الهجرة، ولكن أيضا لتقويضها القيم الأوروبية الأساسية، واعتبرت الصحيفة ذلك ثمنا لعملها مع أردوغان، وهو الأمر الذى أصبح أكثر وضوحا بشكل مؤلم هذا الأسبوع.
فأردوغان، الذى يخنق الإعلام فى الداخل ولا يتسامح إزاء المعارضة، استخدم نفوذه الجديد فى أوروبا لبسط الرقابة إلى ألمانيا، مستخدما التهديدات الدبلوماسية ودعوى قضائية خاصة، فى محاولة لإسكات كوميدى ألمانى وجه إليه انتقادات شديدة.
وكان جان بوميرمان، الكوميدى الألمانى قد تلقى استحسانا وأيضا انتقادات بعد برنامجه التلفزيونى الذى ألقى فيه قبل أسبوعين قصيدة ساخرة وصفها بنفسه بأنها تحمل انتقادات مسيئة، واتهم فيها أردوغان بالقمع السياسى العنيف. وقد أصبحت هذه القضية مثارة فى إطار الصفقات غير المستساغة لميركل من أجل تحقيق الأمن والنجاة السياسية، أو ما أصبح يعرف باسم الواقعية السياسية فى عام 2016.
موضوعات متعلقة..
ألمانيا للمهاجرين..تعلموا الألمانية وإلا ستخسرون مساعدات
الجارديان: السخرية من أردوغان تضع ميركل فى مأزق سياسى وقانونى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة