وما زاد من أوجاع هؤلاء المشردين، فضلا عن عدم اهتمام المسؤولين بهم، أن بعض التقارير الإعلامية أكدت أنهم حصلوا على وحدات سكنية، وتعويضات عن العقارات المنهارة، وهو ادعاء بالطبع تُكذّبه الحقائق على أرض الواقع.
"اليوم السابع" حاول رصد الحقيقة دون تجميل أو تزييف، وبمجرد دخولنا شارع زكى مطر، الكائن بمنطقة إمبابة، رأينا أطفالاً ونساء وشيوخا، يفترشن التراب وتمتلئ أعينهم بالدموع، لا حيلة لهم إلا التوسل والدعاء إلى الله أن يفك كربهم، وأن يجدوا اهتماماً من قبل المسؤولين، وأن ترعاهم الحكومة وتعطيهم أبسط حقوقهم، مكان يأوون إليه آمنين مطمئنين على أنفسهم.
شاهد.. انهيار 3 عقارات فجراً بإمبابة
سيدات عقارات إمبابة يصرخن ويستنجدن بمحلب
حالة من الصراخ والعويل انتابت بعض السيدات من ساكنى العقارات المنهارة، بمجرد أن بدأت الكاميرا رصد الحالة التى أصبحوا عليها، ولم يجدن كلمات يعبرن بها عن مشكلاتهن، إلا كلمات الاستغاثة والاستنجاد برئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، طالبوا خلالها بتوفير أماكن بديلة للإيواء بعد أن قضوا ساعات طويلة فى العراء دون مأوى، خاصة أن لديهم العديد من الأطفال وكبار السن الذين لا يتحملون هذا الوضع المأسوى، مطالبين الحكومة بسرعة التحرك لعدم حدوث كوارث أخرى بنفس المكان.
المشردون لم يقتصروا على أصحاب المنازل المنهارة فحسب، بل أن لجنة فنية أمرت بإخلاء 13 منزلاً مجاوراً، افترش سكانها الشوارع أيضاً، ولم يتحرك أى ساكن للمسئولين حتى الآن، مشيرين إلى أن أحد المنازل التى تم إخلائها يخرج منها رائحة كريهة وأنهم يتشككون فى أن أحد السكان متوفى بداخلها، لكنهم لا يستطيعون دخول المنزل، خوفاً من انهياره فى أية لحظة عليهم.
غضب عارم من قبل هؤلاء الأهالى، إثر وعود عديدة تلقوها من قبل مسئولى الحى، كذلك أحد المسئولين يصرح لأحد الجرائد القومية، مؤكداً أنه تم توفير مساكن إيواء لهؤلاء الأهالى، رجل بح صوته، لا يكاد يخرج من حلقه يعلق على حالة أهل منطقته المأساوية بقوله: "مش عارف أجيب غيار لعيالى إحنا ماشيين حافيين".
شاهد سكان العقارات المنكوبة بإمبابة: "يوجد موتى تحت الأنقاض"
سكان عقار مجاور لأحد العقارات التى انهارت، تم إخلاؤه، لإنقاذه من مصير العقار المنهار، إلا أن المسئولين بالحى اكتفوا بمهمة الإخلاء، وتركوا الأسر الساكنة بالعقار ليواجهوا مصائرهم بمفردهم، ليقضوا 3 ليال فى الشارع دون مأوى.
شاهد.. نساء العقار المنهار بإمبابة يفترشن الشارع فى انتظار المأوى
وأكد احد ساكنى المنزل المنهار، أنه قبل انهيار عقارات شارع زكى مطر بمنطقة إمبابة، كان رئيس الحى متواجدا بالمكان وأمر بإخلاء العقارات من الأهالى لشدة تصدعها ولكونها كانت على وشك الانهيار، وبمجرد انصرافه بربع ساعة من المكان انهارت العقارات بالكامل.
وتساءل الأهالى عن مصيرهم وماهو موقف الحى والحكومة من وجود نساء وأطفال على قارعة الطريق دون مأوى، وطالبوا بتوفير أماكن يعيشون فيها لحين توفير شقق سكنية من الحكومة.