أكرم القصاص - علا الشافعي

روايات "البيئة المحلية" تصل للقائمة القصيرة لـ"البوكر" (تحديث)

الجمعة، 13 فبراير 2015 10:07 م
روايات "البيئة المحلية" تصل للقائمة القصيرة لـ"البوكر" (تحديث) روايات البوكر
كتبت آلاء عثمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يغلب على الأعمال الروائية التى وصلت للقائمة للقصيرة فى جائزة البوكر العربية النزعة المحلية للعوالم التى تدور حولها قصص هذه الروايات.

أُعلنت اليوم الجمعة، 13 فبراير 2015 القائمة القصيرة للروايات المرشّحة لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية للعام 2015.

واشتملت القائمة على ست روايات كالتالى: رواية "حياة معلقة" للفلسطينى عاطف أبو سيف، الصادرة عن دار الأهلية، "طابق 99" للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن، عن منشورات ضفاف، "ألماس ونساء" للكاتبة السورية لينا هويان الحسن، عن دار الآداب، "شوق الدرويش" للكاتب السودانى حمور زيادة عن دار العين، "الطليانى" للكاتب التونسى شكرى المبخوت، عن دار التنوير، رواية "ممر الصفصاف" للكاتب المغربى أحمد المدينى عن المركز الثقافى العربى.
وتجسد رواية "ممر الصفصاف" للكاتب المغربى أحمد المدينى، والصادرة عن المركز الثقافى العربى، حكاية حى جديد ينبثق من مدينة مغربية قديمة، مدينة تحتفل بناسها وعيشها، كما تتقلب فى أسرارها، وهى قصة بشر يحاولون العيش ما استطاعوا إلى جوار بعضهم، وتحت رحمة آخرين سلوكهم البطر والطغيان، وبجوارهم كائنات حيوانية لكن بروح الإنسان، تسعى بدورها للعيش فى أمان.

وتسرد "ممر الصفصاف" قصة الصراع الذى يخوضه حارس مبنى يتشيّد، وصراع جماعة تتشبث بنَسَبها إلى أرضها أو تفنى، بوصفها رمزا لحق الفرد فى الوجود، فى بلاد تُنتزع فيها الحياة بالمحنة، مثلما يكبُر فيها العُتاة على حساب محنة المغلوبين، وتبدو الرواية كأنها متوالية من الحكايات والأحداث الفريدة، وممتلئا بالمغامرة، مُقمّطا فى اللغز، ومحرِّضا على قراءة كلما تقدمتَ فيها اكتشفتَ خيالا مثيرا، وبَهَرَكَ واقعٌ أغرب من الخيال.

وتقدم رواية "ألماس ونساء" للروائية السورية لينا هويان الحسن، الصادرة عن دار الآداب فى بيروت منظورًا مختلفًا لمعاناة شعوب المنطقة للحصول على الحرية بمفهومها العام والخاص، فهى رواية تتناول مجتمعَ دمشق بأطيافه الدينيّة الكاملة، وهو أوّل عمل يتناول المهجرَ السورى فى أمريكا اللاتينية، وتحتل مسألة الهوية مكاناً رئيساً فى قلب نص "ألماس ونساء"، حيث تلقى الضوء على أكراد دمشق من خلال شخصية الأمير بوتان الكردى الذى تؤرقه هويته، مستقية مراجعها من بحثها فى الوثائق التاريخية، فالرواية تتحالف مع المادة التاريخية واللغة الحكائية بحيث تقدم نصًا سرديا يعتبر أحد أمتع وسائل قراءة التاريخ تقنية "التاريخ المصغر ميكرو هيستورى" فى تتبع النص لقصة ألماظ فى الجزء الأول.

وتدور أحداث رواية "الطليانى" للكاتب شكرى المبخوت الصادرة عن دار التنوير للنشر، حول عبد الناصر الطليانى، ذلك الشاب ذو الملامح الخليطة بين الأندلسية والتركية الذى يختلف كليةً عن والده الحاج محمود الذى يُعرف بورعه وتقواه.

وتبدأ الرواية بمشهد لتشييع جثمان الحاج محمود أبو عبد الناصر الطليانى إلى مثواه الأخير، بحضور ابنيه عبد الناصر وصلاح الدين وأقاربه، إلا أنه يحدث موقف غريب عند الدفن يجعل جميع الحضور ينصرفون قبل أداء واجب العزاء، كان المتسبب فيه ابنه الطليانى.

وتدور أحداث الرواية فى فترة زمنية محددة أواخر حكم برقيبة وأوائل حكم بن على، إذ تبدأ بمشهد عنيف وغير مبرر من عبد الناصر (الطليانى)، وذلك بضرب الإمام علالة ضربا مبرحا يوم جنازة والده الحاج محمود، وهو موقف متهوّر وغير مشرّف أدانه كل الحاضرين: لماذا قام عبد الناصر بهذا الفعل الشنيع؟ سؤال مؤجل إلى آخر الرواية لكن ينفتح على احتمالات متعددة إذ يبقى هذا السؤال والإجابة عليه الخيط الذى يتابعه القارئ لمعرفة الحقيقة.

وفى رواية "شوق الدرويش" اختار الكاتب السودانى أن يقدم لنا قصة حب وعشق، تنتهى بموت البطلين، فى قصة سودانية بحتة، إذ جعل الخلفية تاريخية وحربية، بإلقاء الضوء على القرن التاسع عشر من عمر السودان، وعلاقتها بمصر، فهى رواية تصلح لعلم الاجتماع، لما زخرت به من معلومات تاريخية، فيما يتعلق بالتاريخ الخاص، القائم على حياة الأشخاص، وما يدور من صراعات على مستوى الأشخاص والقبائل.

وتبرز الرواية مرحلة تاريخية لم يتعرض لها مؤرخون من قبل، فهى تتحدث عن التمييز العنصرى، من الغازيين للسودانيين، وتحكى جذور العبودية فى السودان، فهى بمثابة عمل ملحمى يضاف إلى قائمة الأعمال الملهمة، فهى رواية توغل فى الزمن، عن طريق راوى قادر على استبطان الروح من الداخل من خلال استباق الأحداث، فيصحب القارئ بغتة إلى عالم الرواية، حتى يشعر أنه جزء من أحداثها.

وتنتمى رواية "طابق 99" للكاتبة اللبنانية جنى فواز الحسن، والصادرة عن منشورات ضفاف ودار الاختلاف، إلى أدب الحرب، لتقدم تحديداً ذيول الحرب الأهلية اللّبنانية من منظور حداثى.

وتمتد أحداث الرواية بين لحظة مفصلية فى مجزرة صبرا وشاتيلا أيلول 1982 ونيويوك عام 2000 ويستند السرد المتعدد الأصوات إلى أسلوب تيار الوعي. يقع "مجد"، الشاب الفلسطينى الذى يحمل ندبة المجزرة فى جسده بحب "هيلدا" المسيحية المتحدرة من عائلة إقطاعية تمتعت بنفوذ اليمين المسيحى أثناء الحرب.

يبدأ الصراع حين تقرر الفتاة، التى تتعلم وتمتهن الرقص فى نيويورك، العودة إلى قريتها فى جبل لبنان لإعادة اكتشاف ماضيها بين تصوّره للعدو القديم وخوفه من خسارتها، يجد "مجد" نفسه أيضاً مضطراً إلى استعادة أحداث مؤلمة أودت بحياة والدته وجنينها، وحولت والده من أستاذ فى "الأونروا" إلى فدائى، وبعدها بائع ورد فى حى "هارلم" الشهير فى أميركا.

وأما عن رواية "حياة معلقة" للروائى عاطف أبو سيف، والصادرة عن دار الأهلية فى فلسطين، فهى تتحدث عن موت نعيم، صاحب المطبعة الوحيدة فى المخيم، برصاصة الجيش. ونعيم الذى اعتاد أن يقوم بطباعة بوسترات الشهداء فى المخيم، يرفض ابنه أن يتم طباعة بوستر له، فى نقاش عميق حول مفهوم البطولة والجدل حول الاشتباك مع الحياة أو نفيها.

لكن هذا الموت العادى يغير الكثير من تفاصيل الحياة فى الحارة الهادئة الواقعة على تخوم المخيم، حيث ترقد التلة التى ابتنى نعيم عليها بيتاً، موت يقلب حياة الناس وتفاصيلهم. فالحكومة تريد أن تستغل التلة وبتنى عليها مخفراً للشرطة ومسجداً. وحيث أن التلة تحظى بمكانة خاصة فى وعى الناس فهى ليست تلة كما يقول المختار بل هى جبل، فعليها حطت خيام سكان المخيم مباشرة بعد النكبة ومن فوقها قتل أول جندى حين احتلت إسرائيل المخيم، عارض سكان المخيم المشروع وقاومه حتى وصل الأمر للصدام مع الشرطة.


موضوعات متعلقة..

أمير تاج السر يهنئ حمور زيادة لوصول روايته للقائمة القصيرة للبوكر








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة