د. ماجد كمال بدروس يكتب: صراع المصالح وحقوق الإنسان

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015 08:05 ص
د. ماجد كمال بدروس يكتب: صراع المصالح وحقوق الإنسان صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يقول الأستاذ الدكتور "تشارلز.ار. بيتز" فى كتابه "فكرة حقوق الإنسان": "تبدو حقوق الإنسان فى نهاية المطاف آلية هيمنة وليست صك تحرير".

بالفعل لقد ضلت الحقائق فى وسط الصراعات السياسية وضل معها طريق حقوق الإنسان وأصبح جليًا أن حقوق الإنسان ذاتها مسارًا لانتهاك سيادة الدول على كافة الأصعدة.

ويقول أيضًا: "إن تلك البلدان القوية إذا ما اهتمت جادة بأمر حماية حقوق الإنسان تجد اهتماماتها عادة موجهة إلى مناطق لديها فيها مصالح استراتيجية، بينما لا تأبه عمدًا بالمناطق التى لا مصالح لها فيها".

إن تلك المقولة كفيلة لشرح طبيعة التدخُلات والاهتمام غير العادى من قِبل الدول العظمى فى شئون مصر الداخلية فى مقابل التجاهل المتعمد لانتهاكات صارخة فى دول أخرى وهذا بطبيعة الحال يعكس الأهمية الاستراتجية لدولة بحجم مصر.

مبادئ متناقضة


لنتأمل على سبيل المثال الحرب التى قادتها الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان وليبيا والعراق فقد كان الهدف الأول- ظاهريًا- هو حماية حقوق الإنسان من الديكتاتورية، ويعد هذا ما يثير الاستغراب من حيث كيفية فرض الحرية بتطبيق مبدأ الإكراه والإجبار بل ويعد نوعًا من الديكتاتورية العسكرية وهو ما يتعارض مع فكرة حقوق الإنسان ذاتها ككل، بالطبع لا نستطيع أن ننكر الأهداف والنوايا الحسنة لدى الغرب فى بعض من دوافع تلك الحروب ولكننا أيضًا لا نستطيع أن نتغافل الأهداف الأخرى والأطماع وغيرها مما شوهت تلك الحروب التى تسترت بقناع الحريات وخصوصًا عندما نرى ما آلت إليه تلك الدول حاليًا.

الخلاصة


إن الحقوق- وخصوصًا الحقوق الإنسانية- التى تطبق بقوة السلاح غالبًا ما يكون لها مردود عكسى وبالأخص حينما يكون السلاح فى يد الآخرين وليس فى يد صاحب الحق. إن أهم دعاية لنشر حقوق الإنسان فى العالم ليس التدخل العسكرى بل التشدق الأصيل بتلك المبادئ فى تلك الدول الداعية لنشر الحرية العالمية باعتبارها من مقومات نهضة البشرية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة