خريف المقاومة.. كيف فقد سلاح «حماس» و«حزب الله» شرعيته واحتلت داعش والنصرة ميادين النضال العربى؟

الجمعة، 16 أكتوبر 2015 12:30 م
خريف المقاومة.. كيف فقد سلاح «حماس» و«حزب الله» شرعيته واحتلت داعش والنصرة ميادين النضال العربى؟ حسن نصر الله
تحليل يكتبه: محمود جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نقلا عن العدد اليومى...



يطوى التاريخ صفحاتهم بلا تردد. لم يعد لديهم أى مجد أو بطولة بعدما بدد المقاومون العرب إرث أجدادهم فى نزاعات السياسة تارة، وطمعاً فى مال، أو خدمة لأجندة أجنبية تارة أخرى. يحتل مكانهم اليوم مقاتلون من كل أجناس الأرض، بأفكار تفوقهم تطرفاً، وأساليب تجتازهم شراسة. بينهم من ينحدر من نسل الشيشانى شامل باسييف الذى خاض معارك طاحنة ضد التواجد الروسى فى القوقاز، ومن ضمنهم من يتخذ الإرهابى الفنزويلى «كارلوس» مثلاً أعلى.

يحتل المقاتلون الجدد ميادين المقاومة العربية اليوم. يحملون أجندات لا يعلم أهدافها إلا أجهزة الاستخبارات التى تمولهم وترعاهم. لا تحمل راياتهم أهدافاً نبيلة كدفاع عن قضية أو مقاومة محتل، فلن يخرج من صفوف «بيت المقدس» يوماً من هو على مثل أحمد ياسين، ولن تضم ميليشيات القتل والإرهاب الليبية من هم على غرار عمر المختار.. لكن هل فى حماس اليوم من هو مثل شيخ المجاهدين، وهل تضم ميليشيات ليبيا مجتمعة من يحمل أفكار وأهداف أسد الصحراء؟

هبت رياح الخريف على رايات المقاومة التى لم تعد كسابق عهدها، بعدما انتزعت ميليشيات الإرهاب شعاراتها وتاريخها، وسرقت حتى الرموز. لقبت ميليشيات الإرهاب نفسها بـ«بيت المقدس»، حين انشغل حملة السلاح الذى كان يحمى ثالث الحرمين بما هو أدنى وأقل، وتوجهوا نحو من يشاركهم مرارات الاحتلال جميعها.

هبت رياح الخريف على ميادين المقاومة فى أرض فلسطين حاملة رايات أخرى، ومسلحين جددا، يعرفون طريقهم إلى عقول وقلوب الشباب عبر شبكات التواصل الاجتماعى، ويوثقون إرهابهم بطرق هوليوودية الطراز. أخلت رياح الخريف الساحة للدواعش حين حجزت حماس لنفسها موضعاً مميزاً ضمن قوائم الإرهاب لدى حكومات العرب.

سقطت حماس أول مرة حين لوثت السياسة سلاحها، وحين قبلت بما وصفته فى أوج مجدها بـ«إفرازات أوسلو سيئة السمعة»، وخاضت انتخابات تشريعية نصت عليها «أوسلو»!.. كسبت أصوات الناخبين وشكلت حكومة برئاستها نعم، لكنها خسرت معركة الإدارة. وبددت ما هو أكثر، حين ردت على فشلها فى السلطة بتوجيه السلاح نحو غريمتها التاريخية «فتح»، وحين قسمت فلسطين إلى غزة وضفة وأرض محتلة.

فقدت حماس رصيدها لدى المواطن العربى، حين رأى التخبط فى القرار واضحاً بين مكتبها السياسى فى دمشق، وحكومتها فى قطاع غزة.

انتحرت حماس حينما حاولت أن تترك بصمتها على ثورات الربيع العربى، وتسللت إلى ميادين الاحتجاج فى 25 يناير. وبتأنٍ سطرت شهادة وفاتها حين اختزلت علاقتها مع مصر فى جماعة الإخوان.

تقف حماس مكتوفة الأيدى أمام الانتفاضة الثالثة، ويتصدر المواجهات مع الاحتلال آلاف من شباب فلسطين فى غزة والضفة. تراجع المتخفون خلف أقنعة «القسام» عن صدارة المشهد حين خرج الدواعش من جحورهم بعقول يسكنها الجنون، وأعين يرقد فى أحداقها الويل والدمار.

واصلت الرياح رحلتها شمالاً، ولم تصمد أمامها رايات حزب الله حين بدد تاريخه فى تحرير جنوب لبنان، وفى معركة «الوعد الصادق»، وانزلق فى مستنقع السياسة حيناً، وفى النزاع الدائر على الأراضى السورية حيناً أخرى. لم تصمد الرايات حين طغى ما هو «شيعى» على ما هو «عربى»، وحين أصبحت طهران أقرب إلى القلب من بيروت، وعندما أصبحت «العتبات» أقدس من أولى القبلتين.

فقد حزب الله رصيده حين أشارت أصابع الاتهام إلى ضلوعه فى اغتيال رفيق الحريرى، وإلى تورطه فى اقتحام السجون المصرية بعد ثورة 25 يناير، والتى ساهمت فى خلق حالة من الفوضى، كانت الثورة المصرية فى غنى عنها. فقد الحزب اللبنانى رصيده حين قال صبحى الطفيلى، أول أمين عام للحزب إن طريق حسن نصر الله إلى القدس سيمر على أطفال وبيوت المسلمين، متهماً إياه بالمساهمة فى تمزيق سوريا.

عجزت رايات الحزب عن الصمود، حين غض السيد نصر الله الترف عن قضية الأسرى، وجرائم الاحتلال، وانشغل بما هو أدنى وأقل، إلى أن أصبح مدرجاً على قوائم الاغتيالات فى العديد من العواصم، ورصد أبو محمد الجولانى، قائد جبهة النصرة فى سوريا 2 مليون يورو لمن يأتى برأس الأمين العام لحزب الله.

خريف المقاومة لا يشى بشتاء يحمل برداً أو سلاماً. يفقد سلاح حركات المقاومة شرعيته وتعجز الرايات عن الصمود. أصبح العربى ثائراً دون قائد، ومقاوماً دون فصيل، حين غاب الأقصى والأراضى المحتلة عن بوصلة حماس وحزب الله. وتقدم ميليشيات الإرهاب نفسها فى ثوب المنقذ حين سقطت المقاومون العرب فى فخ الإرهاب تارة، وأداروا حروباً بالوكالة خارج الحدود، تارة أخرى.


اليوم السابع -10 -2015









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة