كشفت الدكتورة علا رجب، مؤسس ورئيس جمعية أصدقاء مرضى الروماتويد وخلل جهاز المناعة المفصلى، عن زيادة نسبة الإصابة بمرض "الروماتويد" لدى السيدات لتصل إلى ثلاثة أضعاف نسبتها لدى الرجال، كما يمكن أن يصيب المرض كل الأعمار، ولكنه أكثر شيوعا فى الفئة العمرية من 30 إلى 50 عاما، لافتا إلى أن التوعية ومكافحة المرض ومعرفة أسبابه للمواطنين وطرق الوقاية منه أبرز العوامل التى تعمل على الحد من انتشاره.
وأكدت رجب خلال المؤتمر الصحفى الذى عقدته جمعية أصدقاء مرضى الروماتويد وخلل جهاز المناعة المفصلى تحت شعار "معا ضد الروماتويد" والذى يستهدف من خلاله تسليط الضوء على التعريف بالمرض، وأسباب انتشاره والعمل على نشر الوعى والثقافة بين المواطنين للوقاية منه، خاصة أن التشخيص المبكر للمرض له أهمية كبيرة فى بدء العلاج مبكراً، والسيطرة على مسار المرض أن الروماتويد المفصلى يعد من الالتهابات المزمنة التى تنشأ نتيجة لخلل فى الجهاز المناعى، وهو من الأمراض غير المعدية التى تستمر لفترات طويلة يشعر خلالها مرضى "الروماتويد "بهبات حرارية وآلام متكررة كنتيجة لالتهاب المفاصل، وتؤدى الإصابة المزمنة بالروماتويد إلى تشوه وتلف المفاصل وأيضا فقدان المفصل لوظيفته والعجز.
وأضافت رجب أن مرضى الروماتويد يواجههم العديد من الصعوبات والتحديات فى تنفيذ أنشطتهم اليومية، حتى السهل منها، مثل فتح البرطمانات أو فتح مقبض الباب، وذلك كنتيجة لتشوه المفاصل والآلام الناتجة عن المرض، بالإضافة إلى صعوبة العثور على وظيفة ملائمة تساعدهم على إعالة أسرهم، مما يؤدى إلى إصابة الكثير من المرضى بالاكتئاب، القلق، والإحساس بالعجز، لذلك من المهم توفير الرعاية الصحية والنفسية المناسبة لهم.
وأضافت رئيس الجمعية أن"الروماتويد" يمكن أن يبدأ فى أى مفصل، ولكنه يظهر فى معظم الحالات فى أصغر المفاصل وبالتحديد مفاصل الأصابع، اليد والمعصم، وتحدث الإصابة فى الغالب بشكل تماثلى، أى يصاب المفصل نفسه فى طرفى الجسم المتناظرين فى الوقت نفسه".
كما تأتى أعراض" الروماتويد" بشكل دورى، وفق درجة الالتهاب التى تعانى منها الأنسجة، وتختفى الأعراض عندما يكون الروماتويد غير نشط، كما يمكن أن يكمن المرض بشكل تلقائى أو كنتيجة لتلقى العلاج، وهو وضع يمكن أن يستمر لأسابيع، شهور أو سنين دون ظهور أية أعراض، وعندما ينشط المرض مرة أخرى، تعود الأعراض بنفس ضراوتها، وتختلف أعراض وتأثيرات الروماتويد من شخص لآخر".
وقالت رجب إنه بالرغم من عدم وجود اختبارات محددة للكشف عن "الروماتويد"، إلا أن هناك سلسلة من الإجراءات المعملية للكشف عنه، أولى هذه الإجراءات هى زيارة طبيب الأمراض الروماتزمية، حيث يقوم الطبيب بمراجعة التاريخ المرضى، وفى الوقت نفسه يسأل عن ظهور الأعراض، بالإضافة لقيامه بالكشف عن تورم المفاصل فى كافة أنحاء الجسم وظهور عقد الروماتويد، والكشف عن ضعف الحركة والقيام بعدد من الاختبارات المعملية مثل تحليل الدم وعمل أشعة أكس، وذلك للمساعدة على القيام بالتشخيص السليم، وقد يتطلب الأمر قيام المريض بزيارة طبيبة أكثر من مرة حتى يتم تشخيص "الروماتويد" بشكل مؤكد، خاصة أن التشخيص المبكر للمرض له أهمية قصوى، وذلك لبدء العلاج مبكراً والسيطرة على مسار المرض ومنع حدوث التشوهات فى المفاصل.
العلاج ..
وأشارت رجب إلى وجود العديد من الأبحاث لإيجاد وسيلة ودواء للشفاء الفعلى من مرض الروماتويد، بالإضافة إلى وجود عقاقير عدة تعمل للسيطرة على مسسببات الالتهابات داخل الجسم وأعراض المرض، وتعمل العقاقير المتوفرة على تقليل الألم الذى يصيب المريض، التحكم فى التهاب المفاصل، وعلى زيادة قدرة المفصل على أداء وظائفه، وأخيرا منع حدوث تشوهات فى المفاصل، وبالتالى، يجب أن تكون العلاقة وثيقة بين مريض "الروماتويد "والطبيب المعالج، لتحديد أفضل البدائل العلاجية الملائمة للحالة.
ودعت رجب الجهات المعنية ووزارة الصحة، إلى مساندة مرضى "الروماتويد" ودعمهم من خلال إنشاء مراكز صحية متخصصة لاكتشاف المرض مبكرا وتوفير العلاج المناسب لهم، على أن تتحمل الدولة نفقات العلاج لغير القادرين على توفيره والقيام بحملات اعلامية قوية للتوعية بخطورة هذا المرض والحد من انتشاره لبث روح الأمل داخل هؤلاء المرضى.
ويأتى المؤتمر الذى تمهيدا للاحتفال باليوم العالمى لمرضى "الروماتويد" فى حضور الدكتور علا رجب مؤسس، ورئيس جمعية أصدقاء مرضى الروماتويد، وخلل جهاز المناعة المفصلى، والمطرب عاصى الحلانى الذى تم اختياره سفيرا لحملة التوعية ضد هذا المرض وممثلا عن الفنانين العرب.
ويشهد الحفل المقرر عقدة الجمعة القادمة فى الأهرامات مشاركة مجموعة من الجمعيات العربية الأهلية المشابهة من دول الأردن، الجزائر، المغرب والإمارات العربية المتحدة، وذلك تحت الرعاية الدكتور على المصلحى وزير التضامن الاجتماعى، والدكتور عبد العزيز حجازى رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، وسيتم خلال الحفل توقيع برتوكول لتشكيل اتحاد عربى للتوعية بالمرض، إلى جانب عرض حالات وتجارب لمرضى "الروماتويد" بتلك الدول.
تواصلوا معنا بإرسال أسئلتكم واستشاراتكم على health@youm7.com
